Last Updated on ديسمبر 1, 2024 by admin
يسمونه الكيميكال أو الاسبايس، يعرف أحيانًا باسم القنب الاصطناعي (Synthetic cannabis)، ينتشر كالنارِ في الهشيم خاصةً بين الشباب، إذ يلجأون إلى تعاطيه بحثًا عن سعادةٍ زائفة وفرارٍ مؤقتٍ من تحدياتِ الحياة.
يقدم مقالُ اليوم تعريفًا واضحًا بمادة الكيميكال، كما يوجه الأنظار إلى الأعراض المصاحبةِ لهذا النوعِ من الإدمان، وذلك قبل التطرق إلى السبل الفعالة لعلاج إدمان الكيميكال والعدول عن هذا المسار الذي يقود إلى التهلكة.
التعريف بمادة الكيميكال
تتألف مادةُ الكيميكال من مزيجٍ من الأعشابِ ذات المظهرِ المشابِه لمظهر الماريجوانا (Marijuana)، وتكمن خطورتها في احتوائها على المادةِ الفعالةِ ذاتِها للماريجوانا، ألا وهي مادةُ THC، تلك المادةُ التي تتفاعل مع مستقبلات الكانابينويد؛ فتؤثر سلبًا على وظائف الجسم.
- أعشاب اللوتس، جوزة الطيب، الأمونيا، الأسيتون، والفسفور الأحمر هي أبرز المكوناتِ الداخلةِ ضمن تركيب الكيميكال، فمع اندماج هذه العناصر تنتج مادةٌ مخدرةٌ بالغة التأثير على نشاطِ الجهازِ العصبي.
- مع احتماليةِ إضافةِ مكوناتٍ مجهولةٍ إلى الكيميكال، تزداد الخطورةُ ويصعب التنبؤ بحجم الأضرار النفسيةِ والجسديةِ التي يُخلِّفها هذا الإدمان، إذ يمكنه التأثير على وظائف الكلى والكبد، هذا بالإضافةِ إلى أعراضِه الانسحابيةِ القاسية.
أعراض إدمان الكيميكال
- صعوبة التنفس وتسارع ضربات القلب.
- الرعشة والتعرق المفرط.
- فقدان القدرة على تقدير المسافات، مما يزيد من خطر ارتكاب الحوادث المرورية.
- التعرض لنوباتٍ شديدةٍ من الهلع.
- فقدان التوازن الحركي.
- الغثيان والخدر.
- فقدان الوعي.
- التعرض لنوباتٍ من التشنجات العصبية.
- إبداء ردةِ فعلٍ عدائيةٍ وانتهاج العنف غير المبرر.
- التعرض لنوباتٍ ذهانيةٍ حال استمرار المدمن في التعاطي لفتراتٍ طويلة.
علاج إدمان الكيميكال
لعلاج إدمان الكيميكال، يجب تطبيق الخطوات المتعارف عليها للتخلص من اضطراب تعاطي المواد (Substance use disorder)، وفيما يلي بيان لهذه الخطوات قبل الاستفاضةِ في شرحها:
- الإقناع.
- الفحص والتشخيص.
- سحب المخدر وعلاج الأعراض الانسحابية.
- التأهيل النفسي والسلوكي.
- المتابعة والدعم بعد التعافي.
إقناع المدمن بالخضوع للعلاج
في مستهل الرحلةِ العلاجية، لا يبدو الطريق ممهدًا على الإطلاق، إذ يكون المقربون من المدمن على موعدٍ مع تحدٍ من نوعٍ خاص، تحدٍ يُلزِمهم بإقناع المدمنِ بالخضوعِ للعلاج في وقتٍ قد لا يستشعر خلاله فداحةَ الأمرِ وحجمَ الأضرارِ التي تنتظره.
ربما يستغرق الأمر عدةَ محادثاتٍ حتى يقر المدمن بالمشكلة، ومن الضروري في هذه الأثناء أن يختار المقربون منه الظروفَ المثاليةَ لإجراء المحادثات، مع إظهار التعاطف وتجنب أي شكلٍ من أشكال الانتقاد أو إصدار الأحكام.
الفحص والتشخيص
خلال هذه المرحلة يتم تقييم المدمن تقييمًا شاملًا بالنظر إلى سجلِّه الطبي والسلوكيات ذات الصلةِ بتعاطي الكيميكال، هذا بالإضافةِ إلى إجراء الاختبارات المعملية للوقوفِ على كمية مادة الكيميكال الموجودةِ في الجسم، وذلك تمهيدًا لسحب المخدر في المرحلةِ التالية.
سحب المخدر وعلاج الأعراض الانسحابية
ينطوي علاج إدمان الكيميكال على مجموعةٍ من الأعراضِ الانسحابيةِ (Withdrawal symptoms)، والتي سرعان ما تظهر فور التوقفِ عن التعاطي، فأمام شدةِ هذه الأعراض، يكون المدمنُ بحاجةٍ إلى الدعم الطبي المستمر للحد من وطأتِها ومواصلة البرنامج العلاجي.
تستلزم هذه المرحلة توفير البيئةِ المثاليةِ للمدمن، وذلك من خلال إقصائه عن محفزات التعاطي، كما يتم اللجوء إلى بعض الوسائل الترفيهية التي تعوض المدمن عن النشوةِ المفتقدة، حتى تُكلَّل هذه المرحلةُ الحاسمةُ بالنجاح.
التأهيل النفسي والسلوكي
لا تقل أهمية التأهيل النفسي للمدمن عن أهمية المراحل التي تسبقه، ففي هذه المرحلة يتم العمل على علاج المشكلات والآثار النفسيةِ السلبيةِ التي ترتبت على إدمانِ الكيميكال؛ ليصبح المدمن قادرًا على كبح المحفزات التي تحاول إعادته إلى الدائرةِ الإدمانية.
- العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive-behavioral therapy)، المقابلات التحفيزية (Motivational interviews)، والعلاج السلوكي الجدلي (Dialectical behavior therapy) هي أبرز أنواع التأهيل النفسي الذي يخضع له المدمن لاستعادة التوازن بعد التعافي.
- أما عن التأهيل السلوكي، فإنه يضع قدمَ المتعافي على الطريقِ الصحيح لمواجهة تحديات الحياة بدلًا من الفرارِ منها، الأمر الذي يساهم بدرجةٍ كبيرة في خفض احتمالات الانتكاس (Relapse)، مع إكساب المتعافي القدرةَ على الانخراطِ مجددًا في المجتمع.
المتابعة والدعم بعد التعافي
للرعايةِ اللاحقةِ أهميةٌ كبرى في الحفاظ على النتائج المحققة، إذ تضع المتعافي في موضعِ الالتزامِ الذاتي (Self-commitment) لئلا يعاود سلوكه الإدماني مهما كثرت المحفزات، ومهما عصفت به ضغوط الحياة.
تعمل المتابعةُ المنتظمةُ على تحديد المخاطر المحتملة لمعالجتها بصورةٍ استباقية قبل التعرضِ للانتكاس، حيث يتم وضع خططٍ مصممةٍ خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفردية، مع أخذ الدوافع التي قادت كلَّ حالةٍ إلى الإدمان بعينِ الاعتبار.
أفضل مركز كويتي لعلاج إدمان الكيميكال
كثيرًا ما تطرح التساؤلات حول علاج الإدمان، فهل يتم علاج الإدمان في المنزل أم في المصحة، وحقيقةُ الأمرِ أن فعاليةَ العلاج تبلغ أعلى المستويات بين أروقةِ المراكز الكبرى مثل مركز علاقات لعلاج الإدمان والإرشاد الأسري.
- يقدم المركز برامج فعالةً للتغلب على جميع أشكال الإدمان مهما بلغت حدةُ درجةِ الإدمان، ويعتبر برنامج (الاثني عشر خطوة) خير مثالٍ على هذه البرامج التي تعالج المدمن وتُعيد تأهيلَه على المستويين النفسي والسلوكي.
- يعتمد المركز على فريقٍ متعدد التخصصات، يتمتع بالخبرةِ الكافيةِ التي تؤهله إلى تقييم الاضطراباتِ النفسيةِ والمشكلات السلوكيةِ الناتجةِ عن الإدمان، مما يبرهن على فعاليةِ النهج العلاجي المتبع، والذي يصل بالمتعافي إلى أعلى درجات التكامل النفسي.
- تتعدد أنواع الجلسات لدى المركز، فهناك جلساتٌ فردية، جلساتٌ جماعية، ومجموعات الدعم التي يكون بعضها مقتصرًا على الذكور، فيما يتم تخصيص الجزء الآخر للإناث، وبهذا التعدد لن يجد المدمن أيَّ حرجٍ للكشف عن الأسباب التي انتهت به إلى إدمان الكيميكال.
- إيمانًا منه بأهمية المتابعة الدورية بعد اكتمال التعافي، أتاح المركز جلساتٍ يتم عقدها عبر الإنترنت، وقد يستفيد أفراد الأسرة من هذه الجلسات لمعرفة الأساليب الصحيحة للتعامل مع المتعافي وصده عن أي محاولاتٍ للعودةِ إلى الإدمان.
التواصل مع مركز علاقات لعلاج الإدمان والتوجيه الأسري
- رقم الهاتف: 96599596350+ أو 22266551.
- حسابات التواصل الاجتماعي: Facebook، Instagram، Twitter.
- لحجز موعد: يتم ذلك عبر تطبيق Whatsapp.
- العنوان: الكويت – الشعب البحري – قطعة 8 – شارع ابن سلام – بناية رقم 18 – الطابق 2.
الخاتمة:
في الختام، يجب التذكير بأن علاج إدمان الكيميكال يمثل أحد التحديات التي تتطلَّب رغبةً صادقةً في التعافي، وفي ظل الالتزام بالبرامج العلاجيةِ التي توفر الدعم الطبي، النفسي، والسلوكي، يمكن للمدمن أن يتعافى ليحيا حياةً خاليةً من قيود الإدمان التي تصده عن تحقيقِ أهدافِه.
الأسئلة الشائعة:
تتفاوت المدةُ اللازمة للتعافي من إدمان الكيميكال فقد تتراوح من عدةِ أسابيع إلى شهورٍ طويلة، وذلك تبعًا لمحدداتٍ عديدة تأتي في مقدمتها درجةُ الإدمان والحالةُ الصحيةُ للمدمن.
تلف الأعصاب، اختلال وظائف الكلى والكبد، التشنجات العضلية، وزيادة احتمالات الإصابة بالنوباتِ القلبية هي الأضرار الجسديةُ الأشد خطورةً بالنسبةِ لمدمني الكيميكال.
بالطبع، تختلف هذه المدة من حالةٍ لأخرى وفقًا لمدة التعاطي والجرعات التي اعتادها الجسم، هذا إلى جانب الحالة الصحية للكبد، فكلما كان الكبد في حالةٍ جيدة، ساهم ذلك في التعجيل بالتخلص من مادة الكيميكال. كم يستغرق علاج إدمان الكيميكال؟
ما هي أبرز الأضرار الجسدية لإدمان الكيميكال؟
هل تختلف مدة بقاء الكيميكال في الجسم من حالةٍ لأخرى؟
المصادر:
- theconversation.com: What is Spice and why is the drug so dangerous
- theguardian.com: It’s worse than heroin – how spice is ravaging homeless communities
- nida.nih.gov: Cannabis (Marijuana)
- my.clevelandclinic.org: Substance Use Disorder (SUD)
- scirp.org: Addiction Treatment Aftercare Outcome Study
- helpguide.org: Helping Someone with a Drug Addiction
