علاج الإدمان في المنزل أم في المصحة

بعدما أصبح الإدمان ظاهرة تخوض العالم بين جميع أفراده كبيرهم أو صغيرهم, ذكور أو إناث, ولكن البعض أدرك ضرورة العودة لصوابه وترك ذلك الطريق. والسؤال الذي يدور دائما بذهنهم:

هل يمكن علاج الإدمان في المنزل؟

دائما يجول بخاطر المدمن أنه بمجرد التوقف عن تناول الجرعة المخدرة فهو بذلك بدأ رحلة العلاج ولن يواجهه أي عقبات, ولكن هذا الاعتقاد يفتقد الصحة من كل جوانبه. السبب الأساسي في ذلك هو وجود الأعراض الانسحابية التي تظهر فور توقف المخ عن تناول الجرعة المعتادة فيبدأ بإفراز الأدرينالين مما يسبب الكثير من الأعراض الجسدية والنفسية, وهي تختلف من مخدر لاخر ولكن أبرزها:

أولا: الأعراض الانسحابية الجسدية:

·      صداع ودوخة

·      ضيق الصدر وصعوبة التنفس

·      عدم انتظام ضربات القلب

·      ألام في المعدة وقيئ وغثيان وإسهال

·      ألام في العضلات وشد عضلي ورعشة

·      وخز في الجلد والتعرق

ثانيا: الأعراض الانسحابية النفسية:

·      عصبية وأرق ونوبات هلع

·      ضعف الشهية وإرهاق وعزلة

·      صعوبة النوم والأرق

·      ضعف التركيز وضعف الذاكرة

هذه الأعراض الانسحابية من المستحيل التعامل معها في المنزل بدون برنامج علاجي منظم من قبل مصحة متخصصة؛ لأنه بسهولة بإمكان المريض إذاء نفسه وأهله وفي بعض الأحيان يسبب التعامل الخطأ فقدان الوعي وقد يصل إلى الوفاة. بالإضافة إلى ذلك من اللازم تعامل المريض مع مرضى مثله لمشاركة تجاربهم سويا وهذا سيساعد على الانغماس في الحياة مرة أخرى.

أسباب استحالة علاج الإدمان في المنزل

هناك سبعة أسباب تجعلك ترغب عن فكرة علاج الإدمان في المنزل:

1-  عدم القدرة على تحمل أعراض الانسحاب بدون وجود رقابة طبية وعناية مستمرة حتى لا تتعرض للانتكاسة.

2-   من الممكن إذاء أسرتك ونفسك نتيجة التعرض لنوبات هياج وعنف شديدة.

3-  بإمكانك الحصول على المخدر إذا أردت لعدم وجود نظام أمان محكم

4-  عدم وجود بيئة داعمة.

5-  المنزل هو نفس المكان الذي كنت تدمن فيه فبالتأكيد هو بيئة مشجعة على العودة للإدمان مرة أخرى.

6-  الشعور بالوحدة, لعدم وجود مرضى يشاركوك رحلتك العلاجية مما يؤدي إلى الشعور باليأس.

7-  تردد الأقارب على المنزل قد يؤدي لمعرفة خبر إدمانك وتفشية بين الناس وبالتالي قد تشعر بالاحباط.

علاج الإدمان في المنزل تحت الإشراف الطبي

من هنا يتضح أنه من المستحيل علاج المدمن لنفسه في البيت دون برنامج علاجي محدد؛ لأنه كما قلنا أخطر من الإدمان نفسه. ولكن هناك من المرضى من يصعب عليهم الذهاب لمصة للعلاج فيها, فهل هناك أمل لعلاجهم؟

 بالتأكيد نعم, بإمكان المريض العلاج في المنزل تحت برنامج علاجي منظم من قبل مركز علاجي متخصص, وفي هذا يكون المركز الطبي في منزل المريض أغلب الوقت. وللعلم لن تكون نسبة النجاح فعالة بالشكل المطلوب؛ لأنه من اللازم انخراط المريض في المجتمع وتعامله مع الاخرين.

أسباب ضرورة علاج الإدمان في المصحة

من أجل الوصول إلى التعافي التام وعدم التعرض للانتكاسة مرة أخرى يجب الذهاب لمركز علاجي متخصص للحصول على نظام علاجي منظم وفعال. يمر العلاج في المصحة بعدة مراحل:

أولا: مرحلة سحب السموم

تبدأ مراحل العلاج بطرد السموم من جسم المريض ولأن المدمن يعاني من أعراض انسحاب قوية؛ لذا يتم سحب السموم تدريجيا ووضع نظام علاجي حسب وظيفية الكلى والكبد.

ثانيا: مرحلة علاج الأعراض الانسحابية

 هذه تعد أخطر المراحل لأنه بعد سحب السموم يعاني المدمن من أعراض انسحابية لابد من التعامل معها بنظام عناية شديدة حتى لا يعاني من أي آلام.

ثالثا: مرحلة العلاج النفسي

يتم في هذه المرحلة تعديل سلوك المدمن بحيث يتوافق مع عادات وتققاليد المجتمع وتدريبه من خلال وضع خطة لحل المشكلات النفسية للمتعافى وبث الطمأنينة في قلبه وزرع الثقة في نفسه ودعمه من كافة النواحي.

رابعا: دور الأسرة في علاج الإدمان والتعافي من الانتكاسة

يتم في هذه المرحلة تدريب الأسرة حول كيفية التعامل مع ابنهم المتعافي وكيفية حل مشكلاته الحياتية بعيدا عن الطرق التقليدية التي تزيد من ضغوطه ومراقبته جيدا.

الخلاصة

في النهاية العلاج في المنزل يختلف كل الاختلاف عن العلاج في المصحة وذلك بسبب ارتباط المنزل في ذهن المريض بمكان الإدمان ولعدم وجود أفراد مشجعين في المنزل ولسهولة تخبأة المخدرات من الأهل والحصول عليها وقتما يشاء.

بينما العلاج في المصحة يتميز بوجود برنامج علاجي محكم ومرضى يشاركون تجاربهم سويا, ومتخصصين نفسيين يشجعون المتعافى على الانخراط في الحياة مرة أخري. اخيرا العلاج في المصحة ليس من الأشياء التكميلية إنما هو ضرورة أساسية للوصول إلى الشفاء.