كيفية التعامل مع المريض بالوسواس القهري؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم في سطور مقالنا، حيث أن الوسواس القهري (Obsessive-Compulsive Disorder – OCD) هو اضطراب نفسي يتميز بتكرار أفكار غير مرغوب فيها، إلى جانب سلوكيات قهرية يتم تنفيذها لتخفيف القلق الناتج عن تلك الأفكار، يمكن أن تكون هذه الأفكار متعلقة بالتنظيف أو الترتيب أو الحسابات أو التحقق من الأشياء بشكل مفرط، ويشكل الوسواس القهري تحديًا كبيرًا للمريض، لأنه يسبب اضطرابًا في حياته اليومية ويؤثر على أدائه الاجتماعي والعائلي والمهني.
من المهم عند التعامل مع شخص يعاني من الوسواس القهري أن نكون على دراية بالطبيعة الخاصة لهذا الاضطراب وكيفية التفاعل معه بطريقة تدعم المريض دون زيادة التوتر أو الضغط عليه، يمكن أن تتضمن أساليب التعامل مع المريض بالوسواس القهري عدة جوانب، سنتعرف عليها اليوم بالتفصيل.
كيفية التعامل مع المريض بالوسواس القهري؟
إن اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو مجموعة أفكار غير منطقية وتصرفات إجبارية ناتجة عن القلق، تتفاوت أعراض الوسواس القهري من شخص لآخر، يتميز المرض بأنه يعوق أداء المهام اليومية ويهدر الكثير من الوقت، هنالك نوعان أساسيان متبعان في العلاج، وهما النفسي والدوائي، هنالك العديد من الطرق لتعامل المريض مع حالته، وتعاون الآخرين معه، في السطور التالية نذكر كيف نتعامل مع مريض الوسواس القهري؟
- الاستماع بعناية والتعاطف على الرغم من أن الوساوس والسلوكيات قد تبدو غير منطقية أو مفرطة، إلا أن المريض يعاني منها بشدة، من المهم أن يشعر المريض أنه ليس وحيدًا في معاناته وأن هناك من يستمع له ويفهمه.
- عدم التشجيع على الطقوس القهرية، من الخطأ مساعدة المريض في أداء الطقوس القهرية أو التجاوب معها، حيث أن ذلك يزيد من تعزز هذه السلوكيات، بدلاً من ذلك يجب تشجيع المريض على مقاومة هذه السلوكيات تدريجيًا.
- مساعدة المريض في البحث عن العلاج المناسب والعلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والعلاج بالتعرض ومنع الاستجابة (ERP).
- التثقيف حول الوسواس القهري ومن المهم أن يتم توعية المحيطين بالمريض، بما في ذلك أفراد الأسرة، حول طبيعة الاضطراب وكيفية تقديم الدعم بشكل فعال، التثقيف يقلل من الشعور بالعار أو الخجل الذي قد يشعر به المريض بسبب أعراضه.
- المرونة والواقعية في التعامل حيث يجب أن يكون التعامل مع مريض الوسواس القهري قائمًا على الواقعية والمرونة، وفهم أن التعافي يتطلب وقتًا وصبرًا هو أمر أساسي لتقديم الدعم المستمر.
بشكل عام ننصحكم بالاعتماد على مركز علاقات للاستشارات النفسية، هذا المركز المتميز والقادر على علاج جميع أنواع الأمراض النفسية بمستوى عالي من الاحترافية والأمانة في العمل.
تعريف مرض الوسواس القهري
إن مرض الوسواس القهري (Obsessive-Compulsive Disorder – OCD) هو اضطراب نفسي يتميز بوجود أفكار وسواسية (غير منطقية ومزعجة) تتكرر بشكل مستمر مما يؤدي إلى شعور الشخص بالقلق أو التوتر، لتخفيف هذا القلق يلجأ المريض إلى أداء أفعال أو طقوس قهرية بشكل متكرر مثل غسل اليدين بشكل مفرط أو ترتيب الأشياء بطريقة معينة، هذه الأفكار والسلوكيات غالباً ما تكون غير قابلة للتحكم حتى وإن كان الشخص يدرك أن هذه التصرفات غير منطقية، ومع مرور الوقت، قد تتداخل هذه الأفكار والطقوس مع الحياة اليومية مما يعيق قدرة المريض على أداء الأنشطة العادية مثل العمل أو التفاعل الاجتماعي.
أسباب الوسواس القهري
الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب معقد ومتعدد الأبعاد مثل اضطراب ثنائي القطب ، ويُعتقد أن مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية قد تسهم في تطوره، إليك أهم الأسباب المحتملة التي تساهم في ظهور الوسواس القهري:
-
العوامل البيولوجية
الاختلالات الكيميائية في الدماغ حيث يعتقد أن هناك اختلالًا في التوازن الكيميائي للناقلات العصبية في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين، هذا الاختلال قد يؤدي إلى ظهور الوساوس والسلوكيات القهرية، أيضا التغيرات في هيكل الدماغ بعض الدراسات تشير إلى أن هناك تغيرات في بعض مناطق الدماغ، مثل المقدمة الجبهية (Prefrontal Cortex) والعقد القاعدية (Basal Ganglia) وهي مناطق تتحكم في اتخاذ القرارات وتنظيم السلوك، قد يكون هناك ارتباط بين هذه التغيرات وتطور الوسواس القهري.
-
العوامل الوراثية
يعتقد أن الوراثة قد تلعب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بالوسواس القهر، إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بالوسواس القهري، فإن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب، حيث أن الدراسات أظهرت أن هناك ارتباطًا جينيًا قد يسهم في تطور هذا الاضطراب ولكن لا يتم تحديد السبب الجيني بدقة حتى الآن.
-
العوامل النفسية
الضغط النفسي والقلق قد يكون تعرض الشخص لضغوط أو صدمات نفسية في مرحلة معينة من حياته، مثل فقدان عزيز أو مشاكل عائلية أو مهنية سببًا في ظهور الوسواس القهري، بعض الأشخاص قد يطورون الوساوس كرد فعل على القلق المفرط أو الشكوك، كذلك التفكير المفرط فالأشخاص الذين يميلون إلى التفكير المفرط أو الذين يضعون معايير مثالية قد يكونون أكثر عرضة لتطوير الوسواس القهري لديهم عادةً صعوبة في التوقف عن التفكير في الأمور أو تخفيف القلق الناتج عنها.
-
العوامل البيئية
التعرض لتجارب مؤلمة أو صدمات بعض الأشخاص قد يصابون بالوسواس القهري بعد تجارب صادمة أو مؤلمة، مثل التعرض لحوادث عنف أو مشاكل أسرية قد يؤدي هذا إلى ظهور أفكار وسواسية وسلوكيات قهرية كطريقة للتعامل مع القلق والتوتر، كذلك التنشئة الاجتماعية والمعتقدات التوتر داخل الأسرة أو التنشئة القاسية قد تلعب دورًا في تطور الوسواس القهري، بالإضافة إلى ذلك، إذا كان الشخص نشأ في بيئة حيث كانت الطقوس والطقوس اليومية مهمة للغاية، فقد يُطوِّر أفكارًا وسواسية حول النظام أو الترتيب.
-
العوامل العصبية والمناعة
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن التهابات معينة في الجهاز العصبي قد تسهم في تطور الوسواس القهري. على سبيل المثال، يعتقد أن بعض العدوى، مثل التهابات الحلق الناتجة عن بكتيريا ستربتوكوكس (التي قد تسبب مرض “PANDAS”)، يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض الوسواس القهري لدى الأطفال.
-
التعلم الاجتماعي
التعلم بالاحتكاك قد يكون للأشخاص الذين نشأوا في بيئات يكثر فيها القلق والتشدد على الترتيب أو النظام أثر في تطوير سلوكيات قهرية، في بعض الأحيان يمكن أن يتعلم الشخص من الآخرين طرقًا للتعامل مع القلق عبر طقوس معينة، مما يزيد من احتمالية تطور الوسواس القهري.
-
العوامل الثقافية والدينية
في بعض الثقافات أو المعتقدات الدينية، قد تؤثر الضغوط النفسية المرتبطة بالمثالية أو الخوف من الخطأ على ظهور الوساوس والسلوكيات القهرية، قد يتفاعل الشخص مع هذه الضغوط عبر تصرفات قهرية تكون متأصلة في النظام الثقافي أو الديني، الخلاصة أن الوسواس القهري هو اضطراب معقد تتداخل فيه العديد من العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية، قد يكون مزيج من هذه العوامل هو المسؤول عن ظهور المرض أو تفاقمه، ولا يوجد سبب واحد محدد يفسر جميع الحالات.
أعراض الوسواس القهري (Obsessive-Compulsive Disorder – OCD)
تشمل أعراض الوسواس القهري نوعين رئيسيين هما الوساوس (الأفكار أو الصور الذهنية المزعجة) والقهريات (السلوكيات المتكررة أو الطقوس القهرية)، هذه الأعراض تؤثر بشكل كبير على حياة المريض اليومية وتؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر مما يجبر الشخص على أداء سلوكيات معينة لتخفيف هذه المشاعر.
أولا: الوساوس (Obsessions)
الوساوس هي أفكار أو صور ذهنية مكررة ومزعجة تثير القلق أو التوتر وقد تكون غير منطقية أو غير واقعية، تشمل بعض الأمثلة على الوساوس ما يلي:
- الخوف من التلوث أو الجراثيم مثل التفكير المستمر في أن الأشياء أو الأشخاص قد يكونون ملوثين أو ملوثين.
- الخوف من إيذاء الآخرين مثل القلق المستمر من التسبب في ضرر غير مقصود للآخرين أو ارتكاب أفعال عدوانية.
- كذلك الخوف من فقدان الأشياء أو نسيانها، التفكير المفرط في التأكد من إغلاق الأبواب أو إطفاء الأجهزة الكهربائية.
- القلق من ارتكاب خطأ ديني أو أخلاقي مثل التفكير المستمر في ارتكاب المعاصي أو ارتكاب أفعال غير أخلاقية.
- الشكوك المفرطة مثل التفكير المتكرر فيما إذا كان قد فعل شيئًا بشكل صحيح أو إذا كان قد ارتكب خطأ غير مرئي.
ثانيا: القهريات (Compulsions)
القهريات هي سلوكيات أو أفعال متكررة يجبر الشخص على القيام بها بهدف تقليل القلق الناتج عن الوساوس أو لتجنب شيء غير مرغوب فيه، نذكر بعض الأمثلة على القهريات:
- غسل اليدين بشكل مفرط أو غسل اليدين مرات عديدة في اليوم خوفًا من التلوث.
- التحقق المتكرر مثل التحقق المستمر من إغلاق الأبواب، أو إيقاف الأجهزة، أو التأكد من عدم حدوث حوادث.
- الترتيب والتنظيم بشكل مفرط أو ترتيب الأشياء بطريقة معينة أو مرشحة كإعادة ترتيب الأدوات والأغراض حتى تكون متناسقة أو متوازنة.
- العد أو التكرار مثل العد المستمر للأشياء أو تكرار سلوك معين عددًا معينًا من المرات.
- إعادة الإجراءات أو الأعمال مرارًا وتكرارًا مثل التحقق من رسائل البريد الإلكتروني عدة مرات أو قفل الباب مرارًا على الرغم من معرفة أنه مغلق.
ثالثا: أعراض أخرى قد تصاحب الوسواس القهري
- الشخص يشعر دائمًا بالقلق من الوساوس التي تتداخل مع أفكاره ويشعر بالحاجة إلى أداء الطقوس لتقليل هذا التوتر.
- التأثير على الحياة اليومية حيث يمكن أن تكون الأعراض شديدة لدرجة أنها تعيق الأنشطة اليومية مثل العمل أو المدرسة أو العلاقات الاجتماعية.
- قد يشعر الشخص بالحرج من الوساوس والسلوكيات القهرية، مما قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.
- فقدان الوقت من السلوكيات القهرية قد تستغرق وقتًا طويلاً يوميًا، مما يؤدي إلى فقدان الوقت الثمين في الحياة اليومية.
آثار الوسواس القهري على الحياة اليومية
الوسواس القهري (OCD) يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الشخص اليومية مما يؤدي إلى تدهور في جوانب متعددة من الحياة مثل العمل والعلاقات الاجتماعية والصحة النفسية وحتى الأنشطة اليومية البسيطة، نتيجة للوساوس القهرية قد يواجه المصاب تحديات كبيرة في التركيز والتنظيم والقدرة على أداء المهام اليومية.
الخلاصة أن الوسواس القهري يمكن أن يكون له تأثير كبير على جودة الحياة اليومية للشخص المصاب، إليك أبرز الآثار التي يمكن أن يسببها الوسواس القهري على الحياة اليومية:
- انخفاض الإنتاجية الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري قد يواجهون صعوبة في إنجاز مهامهم اليومية في العمل أو الدراسة بسبب انشغالهم المستمر بالوساوس أو الطقوس القهرية، على سبيل المثال قد يقضون وقتًا طويلًا في غسل اليدين، التحقق من الأشياء أو ترتيب الأغراض بدلاً من التركيز على العمل.
- التأخير وعدم الالتزام بالمواعيد السلوكيات القهرية قد تأخذ وقتًا طويلًا، مما يؤدي إلى التأخير في الوصول إلى العمل أو المدرسة أو إتمام المهام في الوقت المحدد.
- العزلة الاجتماعية بسبب الشعور بالحرج أو الخجل من السلوكيات القهرية، قد يعزل الشخص نفسه عن الآخرين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية أو العائلية، مما يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة.
- كذلك التوتر في العلاقات قد يؤدي سلوك الشخص القهري إلى توتر العلاقات مع الأسرة أو الأصدقاء، على سبيل المثال، قد يجد الأهل أو الأصدقاء صعوبة في فهم أو تقبل السلوكيات المتكررة للشخص مثل التحقق المستمر أو النظافة المفرطة.
- عدم القدرة على التواصل بشكل طبيعي حيث أن الأشخاص المصابون بالوسواس القهري قد يعانون من صعوبة في الانخراط في محادثات أو نشاطات اجتماعية بسبب انشغالهم بالأفكار الوسواسية أو القهرية، مما يؤثر على قدرتهم على التواصل بشكل فعال.
- كذلك الصعوبة في إتمام المهام الروتينية مثل ترتيب الأغراض في المنزل، أو إجراء بعض الأعمال اليومية مثل الطهي أو التنظيف، الوسواس القهري قد يجعل هذه المهام أكثر تعقيدًا ويستغرق وقتًا أطول.
كيفية علاج الوسواس القهري (OCD)
يعتمد بشكل رئيسي على العلاج النفسي والعلاج الدوائي، الهدف من العلاج هو تقليل شدة الأعراض وتخفيف تأثيرها على الحياة اليومية للمريض وتحسين نوعية الحياة بشكل عام، العلاج المناسب يعتمد على شدة الحالة واحتياجات الفرد، سنتعرف فيما يلي على أفضل الطرق العلاجية لهذا المرض والتي يتبعها مركز علاقات للاستشارات النفسية:
العلاج النفسي
أولا العلاج المعرفي السلوكي (CBT) يعتبر العلاج المعرفي السلوكي من أكثر العلاجات فعالية للوسواس القهري، ويعتمد هذا العلاج على مساعدة المريض في التعرف على الأفكار الوسواسية (غير المنطقية) وتحديها، وكذلك تغيير السلوكيات القهرية المرتبطة بها، ثانيا العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة (ERP) هو نوع محدد من العلاج المعرفي السلوكي الذي يستخدم بشكل خاص في علاج الوسواس القهري.
ويشمل هذا العلاج تعريض المريض تدريجيًا للمواقف التي تثير القلق أو الأفكار الوسواسية، ومنع الاستجابة أو تشجيع المريض على الامتناع عن تنفيذ السلوكيات القهرية (مثل غسل اليدين بشكل مفرط أو التحقق المستمر).
على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من خوف مفرط من التلوث، قد يُعرض للمواقف التي تثير هذا الخوف (مثل لمس أشياء تعتبر ملوثة)، ولكن يُطلب منه الامتناع عن غسل يديه فورًا بعد هذه المواقف.
الهدف هو تدريب الشخص على تحمل القلق دون اللجوء إلى السلوك القهري، ثالثا العلاج المعرفي ويهدف العلاج المعرفي إلى مساعدة الشخص على تغيير أنماط التفكير الخاطئة أو غير المنطقية التي تؤدي إلى الوساوس والسلوكيات القهرية، يساعد هذا العلاج في تطوير مهارات التعامل مع الأفكار المزعجة والتحكم فيها بدلاً من الاستجابة لها بسلوكيات قهرية.
العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)
في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج النفسي، قد يتم استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)، يعتبر هذا العلاج خيارًا نادرًا ولكن يمكن أن يكون فعالًا في تخفيف الأعراض عندما لا تنجح العلاجات الأخرى.
العلاج التكميلي
بعض الأشخاص قد يجدون تخفيفًا لأعراض الوسواس القهري باستخدام العلاج التكميلي مثل التأمل واليوغا التي تساعد في تقليل القلق والتوتر، وأيضا التقنيات التنفسية والتأمل العقلي التي تساعد في تحسين القدرة على التحكم بالقلق، بينما يمكن أن تكون هذه العلاجات مفيدة كمكمل للعلاج التقليدي، إلا أنها عادةً لا تكون بديلاً كافيًا بمفردها.
التقنيات الحديثة والعلاج في مركز علاقات
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS) هو علاج غير جراحي يعتمد على تحفيز الدماغ باستخدام الموجات المغناطيسية، يتم استخدامه في حالات الوسواس القهري التي لا تستجيب للعلاج التقليدي، أيضا العلاج بالتعرض المكثف في بعض الحالات، يمكن أن تكون العلاجات المكثفة في مركز علاقات للاستشارات النفسية في علاج الوسواس القهري فعّالة، حيث يتم توفير بيئة مناسبة لعلاج الأعراض بشكل سريع وفعّال.
الدعم الأسري والمجتمعي
الدعم النفسي والاجتماعي من المهم أن يحصل المريض على دعم من العائلة والأصدقاء، العائلة يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في فهم الحالة وتقديم الدعم العاطفي خلال العلاج، بالإضافة إلى مجموعات الدعم والانضمام إلى مجموعات دعم للأشخاص المصابين بالوسواس القهري يمكن أن يكون مفيدًا، حيث يشعر الشخص بالراحة عند التواصل مع آخرين يمرون بتجارب مشابهة.
ما هي أنواع الوسواس القهري؟
الوسواس القهري هو اضطراب نفسي معقد يتنوع في أشكاله وأعراضه من شخص لآخر مثل اضطراب الاكتئاب ، في حين أن جميع حالات الوسواس القهري تتسم بوجود أفكار وسواسية (أفكار مقلقة ومزعجة) وسلوكيات قهرية (أفعال أو طقوس يتم تكرارها للتخفيف من هذه الأفكار)، إلا أن هناك أنواعًا مختلفة لهذا الاضطراب، وقد تختلف مظاهره بناءً على نوع الأفكار الوسواسية والسلوكيات القهرية التي يعاني منها الشخص، في السطور التالية نذكر أنواع الوسواس القهري:
-
الوسواس القهري المرتبط بالنظافة والتلوث
الأفكار الوسواسية والشعور المستمر بالخوف من التلوث أو العدوى، مما يؤدي إلى قلق مفرط بشأن النظافة الشخصية أو نظافة البيئة المحيطة، كذلك السلوكيات القهرية مثل غسل اليدين أو الجسم بشكل مفرط، التنظيف المستمر للأشياء أو الأسطح، أو تجنب الأماكن التي يعتقد الشخص أنها ملوثة.
-
الوسواس القهري المرتبط بالترتيب والتناسق
الأفكار الوسواسية مثل الحاجة الماسة إلى ترتيب الأشياء بشكل معين أو التحقق من أن كل شيء في مكانه المثالي، أما السلوكيات القهرية مثل إعادة ترتيب الأغراض بشكل متكرر حتى تصبح “موافقة” للترتيب المطلوب، أو تجنب الأشياء التي تخل بالنظام والترتيب.
-
الوسواس القهري المرتبط بالتفكير في الأذى أو إيذاء الآخرين
الأفكار الوسواسية مثل التفكير المستمر في التسبب في الأذى للآخرين أو لنفسه، حتى لو كانت هذه الأفكار غير منطقية أو غير مرغوب فيها، أما السلوكيات القهرية مثل القيام بتصرفات تهدف إلى تأكيد عدم إيذاء الآخرين أو تكرار أفعال لتجنب الوقوع في الخطأ، مثل التحقق المتكرر من أن الأبواب مغلقة أو أن الأدوات غير خطرة.
-
الوسواس القهري المرتبط بالشكوك والتأكد
الأفكار الوسواسية مثل الشك المستمر في ما إذا كان قد تم أداء فعل ما بشكل صحيح، مثل شكوك في إغلاق الأبواب أو إطفاء الأجهزة، أما السلوكيات القهرية مثل التحقق المتكرر من الأشياء مثل الأبواب، المفاتيح، أو الأجهزة الكهربائية للتأكد من إغلاقها أو إيقاف تشغيلها.
-
الوسواس القهري المرتبط بالمعتقدات الدينية أو الأخلاقية
الأفكار الوسواسية مثل قلق مفرط بشأن ارتكاب خطايا دينية أو أخلاقية، أو الشك في الالتزام بالقيم الدينية أو الأخلاقية، أما السلوكيات القهرية مثل تكرار الصلاة، التوبة أو الأفعال الدينية بشكل مفرط، أو الامتناع عن القيام ببعض الأفعال خوفًا من ارتكاب خطأ أخلاقي أو ديني.
-
الوسواس القهري المرتبط بالتفكير في العد أو التكرار
الأفكار الوسواسية مثل القلق بشأن الأشياء التي لم تتم بشكل متكرر أو الحساب الدائم للأشياء بشكل معين، أما السلوكيات القهرية تكرار فعل معين عددًا معينًا من المرات (مثل العد أو التحقق من أشياء محددة) أو أداء الطقوس بطريقة متسقة لتقليل القلق.
-
الوسواس القهري المرتبط بالاحتفاظ أو التراكم
الأفكار الوسواسية مثل الشعور بأن الشخص يجب عليه الاحتفاظ بالأشياء لأسباب غير منطقية، أو أنه سيكون في خطر إذا تخلص من أي شيء، أما السلوكيات القهرية مثل تراكم الأشياء بشكل غير ضروري أو الاحتفاظ بالأغراض القديمة أو المكسورة دون استخدامها.
هل اضطراب الوسواس القهري مرض مزمن؟
يتسائل الكثيرون هل الوسواس القهري مرض مزمن؟ نعم، الوسواس القهري (OCD) يعتبر من الاضطرابات النفسية المزمنة في كثير من الحالات، على الرغم من أن الأعراض قد تتحسن أو تتفاقم مع مرور الوقت، فإن الوسواس القهري غالبًا ما يستمر طوال الحياة إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب.
لماذا يعتبر الوسواس القهري مرضًا مزمنًا؟
يتسم الوسواس القهري بوجود أفكار وسواسية متكررة وسلوكيات قهرية يُجبر الشخص على القيام بها بمرور الوقت، هذه الأفكار والسلوكيات تكون غالبًا خارج عن السيطرة حتى لو كان الشخص يدرك أنها غير منطقية، هذا يعني أن الأعراض قد تستمر لفترات طويلة، ويمكن أن تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها بشكل فعال، وقد تتفاوت شدة الأعراض من شخص لآخر، وقد تتغير الأعراض مع مرور الوقت. في بعض الأحيان.
قد يعاني الشخص من أعراض أقل حدة أو قد تتحسن الأعراض بمرور الوقت، لكن في حالات أخرى يمكن أن تصبح الأعراض أكثر شدة وتؤثر بشكل أكبر على الحياة اليومية، في بعض الحالات قد يمر المريض بفترات يكون فيها الوسواس القهري أقل وضوحًا وأوقات أخرى تتزايد فيها الأعراض بشكل كبير هذا التقلب في شدة الأعراض هو جزء من طبيعة المرض، بعض الأشخاص قد يعانون من تفاقم الأعراض بسبب الضغط النفسي أو التوتر أو الظروف المعيشية أو عوامل أخرى مثل التغيرات الحياتية الكبرى (مثل فقدان وظيفة أو وفاة شخص مقرب)، هذه العوامل قد تؤدي إلى زيادة شدة الأعراض لكن المرض نفسه يبقى موجودًا.
الخاتمة
هكذا نكون قد تعرفنا على كيفية التعامل مع المريض بالوسواس القهري؟ حيث يعد التعامل مع المريض أمرًا يتطلب الكثير من التفهم والصبر، لأن هذا الاضطراب يتداخل مع حياة الشخص بشكل عميق ويؤثر على قدرته على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي، من خلال تقديم الدعم النفسي، وتوجيهه نحو العلاج المناسب، والتشجيع على مقاومة السلوكيات القهرية تدريجيًا، في النهاية يمكن للأشخاص المصابين بالوسواس القهري أن يعيشوا حياة طبيعية نسبيًا إذا تم تزويدهم بالأدوات والاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع اضطرابهم.
الأسئلة الشائعة
كيف يمكنني دعم مريض الوسواس القهري؟
يجب أن تظهر تفهمًا وتعاطفًا مع المريض، مع تجنب السخرية أو الاستهانة بمعاناته، من المهم تشجيعه على تلقي العلاج المناسب مثل العلاج المعرفي السلوكي أو الأدوية التي قد يصفها الطبيب، دعم المريض لا يعني المشاركة في طقوسه القهرية، بل يجب تشجيعه على مقاومة هذه الطقوس تدريجيًا.
هل يمكن علاج الوسواس القهري؟
نعم، الوسواس القهري يمكن علاجه بشكل فعال باستخدام العلاج المعرفي السلوكي (CBT) لأن العلاج يهدف إلى تقليل الأعراض وتعلم طرق للتحكم في الوساوس والسلوكيات القهرية.
كيف أساعد مريض الوسواس القهري في مواجهة القلق الناتج عن الوساوس؟
يمكنك تعليم المريض تقنيات لإدارة القلق مثل التنفس العميق، التأمل، أو الاسترخاء العضلي التدريجي، كما يمكن تشجيع المريض على ترك مساحة بين الوساوس وسلوكياته القهرية، مما يساعده على تقليل الإحساس بالضرورة القهرية لأداء الطقوس، ويمكنك مساعدته من خلال التواصل مع مركز علاقات للاستشارات النفسية.
المصادر
- nimh.nih.gov: What is OCD
- iocdf.org: Living With Someone Who Has OCD. Guidelines for Family Members
- mind.org.uk: Helping someone with OCD
- nhs.uk: Treatment – Obsessive compulsive disorder (OCD)