يرغب الكثيرون في معرفة ما هو علاج اضطراب ما بعد الصدمة؟ لأنه أحد أهم الاضطرابات النفسية التي قد تتطور بعد تجربة حدث مؤلم أو مروع، مثل الحروب، الحوادث، أو الاعتداءات، يؤثر هذا الاضطراب على حياة المصابين بشكل عميق، حيث يواجهون ذكريات مؤلمة، قلقًا مستمرًا، وتجنب المواقف التي تذكرهم بالحدث.
يتطلب علاج اضطراب ما بعد الصدمة منهجًا شاملًا يجمع بين العلاجات النفسية، تشمل الخيارات العلاجية الشائعة العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج بالتعرض، والعلاج النفسي الموجه نحو معالجة الصدمة.
يمكنكم الاعتماد على مركز علاقات للاستشارات النفسية لأنه يسعى إلى مساعدة هؤلاء الأفراد على استعادة السيطرة على حياتهم، وتقليل الأعراض، وتحسين نوعية الحياة، لأنه يعلم جيدًا أنه من الضروري أن يكون العلاج مخصصًا لكل فرد، حيث تختلف استجابة الأشخاص للعلاجات، مما يستدعي تدخلًا فرديًا ومناسبًا لتحقيق النتائج المرجوة.
علاج اضطراب ما بعد الصدمة
إن علاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) يشمل عدة نهج approaches مختلفة تهدف إلى مساعدة الأفراد على التعامل مع الأعراض والتعافي، ونذكر هنا أبرز طرق العلاج:
-
العلاج النفسي
تعتبر المعالجة النفسيَّة في مركز علاقات عنصرًا أساسيًا في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، ويعد العلاج السلوكي المعرفي المركّز على الصدمات الأكثر فعالية في معالجة اضطراب الكرب ما بعد الصدمة، ويتضمن هذا العلاج التثقيف حول طبيعة الإجهاد وكيفية استجابة الجسم والعقل له، بالإضافة إلى تعديل التفكير المرتبط بالحدث الصادم والتعرض العلاجي الموجَّه لذكريات تلك التجربة، من المهم أيضًا العثور على اختصاصي في الصحة النفسية يقدم الدعم والطمأنينة للأشخاص الذين غالبًا ما يشعرون بالخجل والتجنب واليقظة المفرطة.
كما تعتبر التأهيل النفسي وتقنيات إدارة التوتر مثل التنفس العميق والاسترخاء فعّالة، ويمكن أن تخفّف تمارين مثل اليوغا والتأمل من القلق، مما يهيّئ الأفراد للعلاج القائم على التعرض لذكريات الصدمة، وتشير الأدلة الحالية إلى أن العلاج النفسي المنظّم والمركز مثل المعالجة بالتعرض يساعد على تقليل الخوف المتبقي من الحدث الصادم، في هذا النوع من العلاج يشجّع المعالج الأفراد على تخيل أنفسهم في مواقف يتجنبونها مما يربط بين تلك المواقف و الحدث الصادم.
وخلال العلاج بالتعرض يمكن أن يطلب من المريض تخيّل زيارة موقع الحادثة، يساعد المعالج الأفراد على إعادة تخيل الحدث، مع ضرورة توفير الدعم اللازم لضمان عدم تسارع العلاج بشكل يشعرهم بالقلق، والأشخاص الذين تعرضوا لصدمة نفسية قد يكونون أكثر حساسية لذا يجب أن تُدار وتيرة العلاج بعناية، لذلك يمكن أيضًا أن يسهّل العلاج النفسي الموسّع عودة الأفراد إلى حياة طبيعية وسعيدة، من خلال التركيز على العلاقات التي تأثرت نتيجة اضطراب الكرب بعد الصدمة، كما يمكن أن تكون أنواع أخرى من العلاج النفسي الداعم مفيدة بشرط ألا تحول التركيز بعيدًا عن العلاج بالتعرض.
-
العناية الذاتية
تعتبر العناية الذاتية عنصرًا حاسمًا خلال وبعد تجربة الصدمة ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة مكونات رئيسية:
السلامة الشخصية
تعد السلامة الشخصية أساسية إذ يصبح الأفراد أكثر قدرة على معالجة تجاربهم عندما يشعرون بأنهم وأحباءهم في أمان، وقد يكون من الصعب تحقيق الأمان الكامل في أوقات الأزمات المستمرة مثل العنف المنزلي أو الحروب، في مثل هذه الحالات ينصح بالتوجه إلى مختصين للحصول على إرشادات حول كيفية تحقيق أكبر قدر ممكن من الأمان.
الصحة البدنية
تتعرض الصحة البدنية للخطر خلال وبعد التجارب الصادمة، ويجب على الجميع محاولة الحفاظ على نظام صحي يتضمن تناول الطعام بشكل منتظم، والحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة، من الأفضل استخدام الأدوية المهدئة باعتدال أو تجنبها تمامًا.
الوعي باللحظة
تهدف المقاربة الواعية للعناية الذاتية إلى تقليل مشاعر القلق والغضب والحزن والعزلة التي قد يواجهها الأفراد، وإذا كانت الظروف تسمح ينبغي على الأشخاص اتباع جدول زمني يومي يتضمن الاستيقاظ والاستحمام وارتداء الملابس والخروج للمشي بالإضافة إلى تناول وجبات منتظمة، كما انه من المفيد أيضًا ممارسة هوايات مألوفة والأنشطة الممتعة مثل الرسم ومشاهدة الأفلام أو الطهي، والمشاركة المجتمعية تعتبر مهمة حتى في ظل صعوبة الحفاظ على التواصل البشري أثناء الأزمات.
وتشمل التأهيل السلوكي وتقنيات الاسترخاء مثل التمدد والتمارين الرياضية، ولكن قد يكون من المفيد أيضًا الجلوس في هدوء وعد الأنفاس أو الاستماع للأصوات المحيطة، كذلك من المهم الانشغال عن الصدمة من خلال قراءة الكتب أو الانخراط في الألغاز أو ممارسة أنشطة ترفيهية مثل الضحك أو مشاهدة أفلام ممتعة، قد يصبح الأفراد قصيري المزاج حتى مع من يهتمون بهم، لذا يُنصح بإيجاد أنشطة تساعد على تغيير الحالة المزاجية مثل استخدام أقلام التلوين أو القيام بشيء مضحك.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو حالة نفسية تحدث نتيجة التعرض لحدث صادم أو مؤلم مثل الحوادث أو الاعتداءات .الحروب أو الكوارث الطبيعية، وتتفاوت شدة الأعراض من شخص لآخر، وقد تستمر لفترة طويلة بعد الحدث مما يؤثر على جودة الحياة اليومية.
أهم أعراض اضطراب مابعد الصدمة؟
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) يمكن أن تتنوع من شخص لآخر، ويمكن أن تؤثر هذه الأعراض على الحياة اليومية والعلاقات الشخصية وقد تختلف شدتها مع مرور الوقت، لذا من المهم البحث عن الدعم المهني إذا كانت هذه الأعراض تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، لكنها عادةً ما تشمل الأعراض التالية:
- الذكريات المتكررة واسترجاعات ذهنية أو ذكريات مؤلمة تتكرر بشكل غير إرادي، وأيضا أحلام مزعجة أو كوابيس تتعلق بالحدث الصادم.
- كذلك تجنب الأماكن أو الأشخاص أو الأنشطة التي تذكّر بالحدث الصادم، كذلك الابتعاد عن الحديث عن التجربة أو مشاعرها.
- التغييرات السلبية في المزاج والتفكير ومشاعر الاكتئاب والقلق أو العزلة، كذلك التفكير السلبي عن الذات أو الشعور بالذنب، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا.
- زيادة اليقظة والشعور بالتوتر أو القلق المفرط، وصعوبة في النوم أو التركيز
- بالإضافة إلى الانفعال السريع أو الغضب المفرط.
ما الذي يسبب اضطراب ما بعد الصدمة؟
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) يحدث نتيجة التعرض لحدث صادم أو مؤلم، وتتفاعل هذه العوامل بشكل معقد وقد لا يصاب جميع الأفراد الذين يتعرضون لصدمات بنفس الدرجة من الأثر، ونذكر في السطور التالية أهم الأسباب المحتملة:
- الحروب والنزاعات المسلحة أو الجنود أو المدنيون الذين يتعرضون للعنف.
- الاعتداءات الجسدية أو الجنسية وتعرض الأفراد لهجمات جسدية أو اعتداءات.
- الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات أو أي كوارث تؤدي إلى فقدان الحياة أو الأمان.
- حوادث السيارات أو حوادث العمل الخطيرة التي قد تتسبب في إصابات جسيمة أو فقدان.
- التعرض لفقدان شخص قريب أو مواقف مؤلمة في مرحلة الطفولة.
- الأفراد الذين لديهم تاريخ من الصدمات أو الاضطرابات النفسية يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ PTSD او الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
- بعض الأفراد قد يكون لديهم استعداد وراثي لردود فعل نفسية معينة عند التعرض للصدمات.
- ضعف الدعم الاجتماعي أو العلاقات غير المستقرة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة.
متى يبدأ اضطراب ما بعد الصدمة؟
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) يمكن أن يبدأ في أي وقت بعد التعرض لحدث صادم، ولكن عادةً ما تظهر الأعراض في غضون ثلاثة أشهر بعد الحدث، في بعض الحالات قد تتأخر الأعراض لسنوات، وتظهر بعد مرور فترة طويلة على الحادث، ومراحل ظهور الأعراض بعد الحدث مباشرة قد يشعر الشخص بالقلق أو الحزن ولكن لا تظهر الأعراض الكاملة لـ PTSD في هذه المرحلة.
ومن 3 إلى 6 أشهر قد تبدأ الأعراض في الظهور مثل الذكريات المتكررة أو تجنب المواقف المرتبطة بالحدث، وبعد 6 أشهر إذا استمرت الأعراض ولم تختفِ فقد يتم تشخيص الشخص بـ PTSD، فإذا كنت تعاني من أعراض مستمرة أو متزايدة بعد تجربة صادمة ينصح بطلب المساعدة من مختص في الصحة النفسية حتى يساعد في علاج اضطراب ما بعد الصدمة.
كيفية الاستشارة والتواصل مع مركز علاقات
لذلك ننصحك بالاعتماد على مركز علاقات للاستشارات النفسية، هذا المركز المتميز والمتخصص في علاج جميع أنواع المشاكل النفسية التي تواجه المراهقين والشباب والكبار، يتميز المركز بتوفير مجموعة واسعة ومختلفة من الخدمات التي تساعد المرضى على التغلب على كافة الأعراض والمشاكل المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة، يضم المركز فريقًا متميزًا من الأطباء المتخصصين الذين يقومون بإعداد خطط علاجية تناسب احتياجات كل حالة، يمكنك التواصل مع المركز عبر:
- رقم الهاتف: +96599596350 أو 22266551
- حسابات التواصل الاجتماعي: Facebook، Instagram، Twitter.
- حجز موعد عبر تطبيق WhatsApp
- العنوان: الكويت، الشعب البحري، قطعة 8، شارع ابن سلام، بناية رقم 18، الدور الثاني.
الخاتمة
في الختام، يعتبر علاج اضطراب ما بعد الصدمة خطوة حيوية نحو استعادة الحياة الطبيعية والرفاهية النفسية للأفراد الذين تأثروا بتجارب مؤلمة، ويتطلب هذا العلاج نهجًا متكاملًا يجمع بين التقنيات النفسية والدعم الاجتماعي، مما يساعد الأفراد على التعامل مع ذكرياتهم المؤلمة واستعادة السيطرة على حياتهم.
الأسئلة الشائعة
كيف يمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة؟
تتعدد العلاجات الفعالة لاضطراب ما بعد الصدمة، والتي تشمل العلاج السلوكي المعرفي المتخصص بالصدمة، وإزالة التحسس وإعادة المعالجة بحركة العين، يمكنكم الاعتماد على مركز علاقات للاستشارات النفسية لأنه يقدم أفضل طرق العلاج.
متى ينتهي اضطراب ما بعد الصدمة؟
على الرغم من صعوبة التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة، إلا أن هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة التي تساعد المصابين على إدارة أعراضهم وتحسين نوعية حياتهم، فمع العلاج المناسب والدعم، يمكن للكثيرين التعافي والتكيف مع الحياة بعد الصدمة.
هل الصدمات تؤثر على العقل؟
تشير الدراسات إلى أن الصدمات التي يتعرض لها الفرد في مرحلة الطفولة المبكرة قد تؤدي إلى تغييرات دائمة في بنية الدماغ ووظائفه، مما يزيد من خطر الإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من الحياة.
المصادر
- cohenveteransbioscience.org: Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD)
- apa.org: PTSD Treatments
- mayoclinic.org: Post-traumatic stress disorder (PTSD)
- nhs.uk: Treatment – Post-traumatic stress disorder