مشاكل نفسية عند الأطفال هي حالات تؤثر على الحالة العاطفية أو النفسية أو السلوكية للأطفال، ويمكن أن تظهر في مراحل عمرية مبكرة، تتنوع هذه المشاكل بين الاضطرابات العاطفية مثل القلق والاكتئاب، والاضطرابات السلوكية مثل التحدي أو السلوك العدواني، والاضطرابات النمائية مثل التوحد.
تعود أسباب هذه المشاكل إلى مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، مثل التنشئة الأسرية، التغيرات في البيئة الاجتماعية، أو حتى تعرض الطفل لصدمات نفسية، تؤثر هذه الاضطرابات على قدرة الطفل في التفاعل مع الآخرين، سواء في المنزل أو في المدرسة، وقد تتداخل مع نموه العقلي والعاطفي، سنتعرف على المزيد من التفاصيل بخصوص هذه المشاكل من خلال مقالنا.
مشاكل نفسية عند الاطفال
إن من الأعراض الشائعة للمشاكل النفسية عند الأطفال: قلة التركيز، الاضطرابات في النوم، القلق المفرط، الحزن العميق، وتغيرات في السلوك، ومعالجة هذه المشاكل يتطلب التدخل المبكر من مختصين في الصحة النفسية للأطفال، ويمكن أن تشمل العلاج النفسي، التوجيه الأسري، ويمكنكم الاعتماد على مركز علاقات للاستشارات النفسية من أجل الحصول على العلاج المناسب.
مشاكل الصحة النفسية عند الأطفال ليست نادرة بل هي أمر شائع قد يؤثر على سلوك الطفل، تعلمه وعلاقاته الاجتماعية، قد تتراوح هذه المشاكل من القلق البسيط إلى اضطرابات أكثر تعقيدًا، ويستخدم مصطلح “الاضطراب النفسي” أحيانًا للإشارة إلى الاضطرابات العقلية أو النفسية والتي تشمل مجموعة من الأعراض السلوكية والنفسية التي تؤثر على جوانب متعددة من الحياة اليومية.
هذه الاضطرابات قد تسبب شعورًا بالضيق أو القلق للشخص الذي يعاني منها، يمكن للأطفال أن يصابوا بنفس الاضطرابات النفسية التي يعاني منها البالغون إلا أنهم قد يظهرون أعراضًا مختلفة في بعض الأحيان، على سبيل المثال الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب قد يظهرون سلوكًا أكثر تهيجًا وعصبية مقارنة بالبالغين الذين غالبًا ما يُظهرون مشاعر الحزن.
أسباب المشاكل النفسية عند الأطفال
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور مشاكل نفسية عند الاطفال ويمكن أن تكون هذه الأسباب ناتجة عن عوامل بيئية أو وراثية أو اجتماعية، ولكن تذكر أن التعرف المبكر على هذه الأسباب والتعامل معها بشكل مناسب يمكن أن يساعد في الوقاية من تطور المشاكل النفسية وتقديم الدعم اللازم للطفل لتخطي هذه التحديات، من أبرز اسباب المشاكل النفسية عند الاطفال:
- العوامل الوراثية والبيولوجية قد تكون بعض الاضطرابات النفسية نتيجة لعوامل وراثية، حيث يمكن أن يكون هناك تاريخ عائلي لبعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق، كما أن التغيرات في كيمياء الدماغ أو الهرمونات قد تؤثر في الصحة النفسية للطفل.
- التغيرات الأسرية أو المشاكل العائلية مثل الطلاق وانفصال الوالدين أو أي نوع من النزاعات العائلية قد يكون له تأثير كبير على نفسية الطفل، كما أن الإهمال أو إساءة المعاملة سواء كان جسديًا أو عاطفيًا قد يؤدي إلى مشاكل نفسية خطيرة.
- كذلك الضغوط الاجتماعية حيث أن البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الطفل تلعب دورًا كبيرًا في تكوين صحته النفسية، التعرض للتنمر والشعور بالرفض من الأقران أو التكيف مع تغيرات مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة قد يؤدي إلى القلق والاكتئاب.
- الضغوط المدرسية حيث أن المشاكل في المدرسة مثل ضعف الأداء الأكاديمي والشعور بالفشل أو صعوبة التكيف مع أقرانه في المدرسة يمكن أن تساهم في ظهور مشاعر القلق أو التوتر، وقد تؤدي إلى اضطرابات سلوكية.
- التعرض لأحداث صادمة أو مؤلمة مثل فقدان أحد الوالدين، وفاة أحد الأقارب المقربين، أو التعرض لحوادث عنيفة أو حالات سوء معاملة، يمكن أن يكون لها أثر طويل الأمد على الصحة النفسية للطفل.
- نقص الدعم العاطفي وعدم وجود بيئة داعمة من العائلة أو الأصدقاء يمكن أن يؤدي إلى شعور الطفل بالوحدة أو العزلة، مما يعزز احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق.
- التغيرات البيئية أو الجغرافية والتكيف مع بيئة جديدة أو التغيرات الكبيرة في محيط الطفل مثل الانتقال إلى منزل جديد أو الهجرة إلى مكان آخر قد يكون لها تأثير على استقرار حالته النفسية.
- العوامل الصحية بعض الحالات الصحية المزمنة مثل الأمراض الجسدية أو الإعاقات يمكن أن تؤثر أيضًا على الحالة النفسية للطفل، حيث قد يشعر بالقلق أو الاكتئاب بسبب تحديات صحية مستمرة.
ماهي أعراض المشاكل النفسية عند الأطفال؟
تظهر أعراض مشاكل نفسية عند الاطفال بشكل مختلف عن البالغين وغالبًا ما تكون سلوكية أو عاطفية، قد لا يتمكن الأطفال من التعبير عن مشاعرهم أو تفكيرهم بالطريقة نفسها التي يفعلها البالغون، لذا يمكن أن تظهر الأعراض عبر تغيرات في السلوك أو الأداء اليومي، نذكر أبرز الأعراض التي قد تشير إلى وجود مشكلة نفسية لدى الأطفال:
-
التغيرات في السلوك
العصبية أو التهيج الزائد قد يظهر الطفل سلوكًا عدوانيًا أو متهورًا، أو يواجه صعوبة في التحكم في مشاعره، أيضا الانعزال الاجتماعي والتراجع عن التفاعل مع الأصدقاء أو العائلة، والرغبة في البقاء بمفرده لفترات طويلة، كذلك التصرفات المتمردة قد يبدأ الطفل في تحدي القواعد أو التصرف بشكل مفرط في عصيان السلطة.
-
التغيرات في المزاج
الحزن أو الاكتئاب قد يظهر الطفل مشاعر حزن مستمرة أو يبدو عليه الكآبة مع قلة الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، أيضا الشعور بالذنب أو العجز الأطفال قد يبدأون في التعبير عن مشاعر الذنب المفرط أو يشعرون بأنهم غير قادرين على التعامل مع مهامهم اليومية، والتوتر أو القلق المستمر قد يظهر الطفل مشاعر قلق غير مبررة، مثل الخوف المفرط من أشياء غير حقيقية، أو القلق بشأن أحداث المستقبل.
-
التغيرات في النوم
مشاكل في النوم مثل الأرق أو الكوابيس المتكررة أو الخوف من النوم في الليل، وهو أمر شائع في حالات القلق أو الصدمات النفسية، أيضا النعاس الزائد قد ينام الطفل لفترات طويلة أو يظهر شعورًا بالخمول المستمر نتيجة للاكتئاب أو القلق.
-
التغيرات في الأداء الأكاديمي
تراجع الأداء الدراسي وصعوبة في التركيز أو إتمام المهام المدرسية، أو انخفاض ملحوظ في الدرجات أو الحضور، كذلك النسيان المستمر وفقدان الاهتمام بالواجبات المدرسية أو صعوبة في استيعاب المعلومات.
-
الشكاوى الجسدية غير المفسرة
ألم جسدي غير مبرر مثل آلام المعدة، الصداع، أو الشعور بالإرهاق، والتي قد تكون مرتبطة بالضغوط النفسية مثل القلق أو التوتر، والشعور بالغثيان أو الدوران يمكن أن تكون هذه الأعراض نتيجة للتوتر العاطفي.
-
التغيرات في النشاط البدني
قد يعاني بعض الأطفال من زيادة في النشاط البدني أو السلوك المندفع كطريقة للتعامل مع التوتر أو القلق، أو الكسل أو الخمول يمكن أن يظهر بعض الأطفال كسلاً أو خمولًا مفاجئًا نتيجة الاكتئاب أو شعورهم بالعجز.
-
صعوبات في العلاقات مع الآخرين
قد يواجه الطفل صعوبة في التفاعل مع الآخرين أو تشكيل علاقات صحية، مما يؤدي إلى الشعور بالوحدة، والنزاعات العائلية وقد يكون هناك تزايد في النزاعات مع أفراد الأسرة بسبب سلوكيات مضطربة أو تغييرات في المزاج.
-
العلامات الجسدية والرمزية للسلوكيات النفسية
التصرفات القهرية أو الطقوسية مثل تكرار بعض الأفعال بشكل مفرط، كغسل اليدين أو ترتيب الأشياء بطريقة معينة، السلوكيات التدميرية مثل إيذاء النفس أو التدمير المتعمد للأشياء أو الحيوانات.
-
التغيرات في النظام الغذائي
فقدان أو زيادة الشهية قد يعاني الطفل من تغيرات ملحوظة في عاداته الغذائية، سواء بفقدان الشهية أو تناول الطعام بشكل مفرط وهو نوع من انواع اضطرابات الاكل النفسية والتي تؤثر علىالكبار والاطفال على حد سواء .
-
مشاعر الخوف الشديد أو الهلع
الخوف المبالغ فيه مثل الخوف من المجهول أو من المواقف الاجتماعية، الذي قد يعوق قدرة الطفل على التكيف مع الحياة اليومية.
ما هي أنواع المشاكل النفسية لدى الأطفال؟
تتعدد انواع المشاكل النفسية التي قد يعاني منها الأطفال، ويمكن أن تتراوح بين اضطرابات عاطفية وسلوكية وبعضها قد يكون نتيجة لتأثيرات بيئية أو وراثية، إليك أهم أنواع المشاكل النفسية التي قد تصيب الأطفال:
اضطرابات القلق Anxiety disorders
هناك عدة أنواع وأشكال للقلل منها القلق العام حيث يشعر الطفل بقلق مستمر وغير مبرر حول مواضيع متعددة مثل المدرسة أو علاقاته مع الآخرين، قد يظهر القلق على شكل توتر أو خوف من أحداث المستقبل، والقلق الاجتماعي هو الخوف المفرط من التفاعل مع الآخرين أو الخوف من التقييم السلبي من الأقران والمعلمين، مما يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية، أيضا الرهاب وهو الخوف المفرط من شيء معين مثل الخوف من الأماكن المغلقة أو الخوف من الحيوانات أو الأماكن المرتفعة، كذلك اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) يحدث هذا عندما يتعرض الطفل لحادث صادم مثل العنف، أو فقدان أحد الوالدين، أو التعرض للترهيب أو الإساءة.
الاكتئاب Depression
إن الاكتئاب لدى الأطفال قد يظهر الاكتئاب في شكل حزن مستمر أو نقص في الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا، قد يكون لدى الأطفال أعراض جسدية مثل آلام المعدة أو الصداع، بالإضافة إلى تراجع في الأداء المدرسي، وأيضا الاكتئاب الحاد يمكن أن يتسبب في تقلبات مزاجية شديدة أو مشاعر باليأس والذنب أو حتى أفكار انتحارية.
اضطرابات السلوك Behavior disorders
يتميز هذا الاضطراب بسلوك تمردي، وتحدٍ للقوانين والسلطة، والعدوانية تجاه الآخرين، يظهر الطفل سلوكًا معارضًا وغاضبًا بشكل مستمر تجاه الوالدين أو المعلمين، كذلك السلوك العدواني قد يظهر الطفل سلوكًا عنيفًا أو مؤذيًا، سواء تجاه الأشخاص أو الأشياء، وقد يكون العدوان موجهًا نحو الآخرين أو حتى الذات.
اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)
فرط النشاط حيث يشعر الطفل بصعوبة في الجلوس لفترات طويلة أو التحكم في حركاته، أو نقص الانتباه يعاني الطفل من صعوبة في التركيز أو متابعة المهام، مما يؤدي إلى أخطاء متكررة أو نسيان المهام، أو الاندفاعية بحيث يتصرف الطفل بشكل متهور أو بسرعة دون التفكير في العواقب.
الاضطرابات الغذائية
فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa) قد يرفض الطفل الطعام أو يقلل من تناوله بشكل مفرط، خوفًا من زيادة الوزن، يعتبر هذا الاضطراب شائعًا في مرحلة المراهقة، ولكنه يمكن أن يبدأ في مرحلة الطفولة، أو الشره المرضي العصبي (Bulimia nervosa) ويتضمن نوبات من الأكل المفرط تليها محاولات للتخلص من الطعام، مثل التقيؤ أو استخدام الملينات، والاضطرابات الغذائية الأخرى مثل تناول الطعام بشكل مفرط أو اضطرابات غير معروفة في عادات الطعام.
التوحد (Autism Spectrum Disorder)
يشمل اضطرابات التواصل الاجتماعي والسلوك المتكرر، قد يواجه الطفل صعوبة في التفاعل الاجتماعي وفهم الإشارات الاجتماعية، كما قد يظهر سلوكيات مكررة أو اهتمامات ضيقة.
اضطرابات النوم Sleep disorders
مثل الأرق وهو صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم وأيضا الكوابيس هي أحلام مزعجة تؤدي إلى استيقاظ الطفل بشكل مفاجئ، والرعب الليلي (Night terrors) هو حالة من الذعر المفاجئ أثناء النوم، قد يصاحبها صراخ وحركات مفاجئة.
اضطراب تشتت الانتباه والاندفاع
القلق الزائد من الفشل في بعض الحالات، يعاني الطفل من القلق الشديد من الفشل أو الوقوع في الخطأ، مما قد يمنعه من المشاركة في الأنشطة اليومية، وعدم القدرة على التكيف مع التغييرات قد يعاني الأطفال الذين لديهم اضطراب التشتت من صعوبة كبيرة في التكيف مع التغيرات في حياتهم.
مشاكل التعلق Reactive Attachment Disorder
اضطراب التعلق السلبي (Reactive Attachment Disorder) يحدث عندما يعاني الطفل من صعوبة في إقامة علاقات عاطفية صحية بسبب الإهمال أو الإيذاء في مرحلة مبكرة من الحياة، قد يظهر الطفل سلوكيات انعزالية أو رفض للعناية أو الحب من الآخرين، أيضا التعلق المفرط قد يتشبث الطفل بشدة بالوالدين أو المسؤولين عن رعايته بسبب مشاعر الخوف أو القلق المفرط.
مشاكل اللغة والتواصل
اضطرابات النطق واللغة مثل تأخر اللغة أو صعوبة في النطق السليم للكلمات، مما يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الإحباط أو التوتر لدى الطفل، والتأخر الاجتماعي واللغوي عدم القدرة على فهم أو استخدام مهارات التواصل الاجتماعي بشكل مناسب.
الاضطرابات العصبية العضلية
مثل اضطرابات التشنجات أو الحركات اللاإرادية التي قد تؤثر على قدرة الطفل في التحكم في حركاته وتواصله.
الاضطرابات المزاجية
مثل الاضطراب ثنائي القطب (Bipolar disorder) ويشمل تقلبات شديدة في المزاج بين فترات من الهوس أو النشاط المفرط، وفترات من الاكتئاب الشديد.
اضطرابات التكامل الحسي (Sensory Processing Disorder)
يعاني الطفل من صعوبة في معالجة المعلومات الحسية بشكل صحيح، مما يؤدي إلى استجابات غير متوقعة للأصوات أو الأضواء أو اللمس.
كيفية علاج المشاكل النفسيه عند الأطفال
حتى تعرف كيف تتخلص من المشاكل النفسية يجب أن تعرف أن العلاج يتطلب نهجًا شاملاً ومتكاملاً يتضمن تشخيصًا دقيقًا ومناسبًا، بالإضافة إلى تدخلات علاجية تهدف إلى تحسين الحالة النفسية والقدرة على التكيف مع الحياة اليومية، تختلف طرق العلاج بناءً على نوع الاضطراب النفسي ومدى تأثيره على الطفل بالإضافة إلى عمر الطفل واحتياجاته الخاصة، إليك أبرز طرق العلاج المستخدمة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية:
العلاج النفسي (العلاج بالكلام)
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يعد من أكثر أساليب العلاج النفسي فاعلية لعلاج اضطرابات مثل القلق والاكتئاب، يهدف هذا العلاج إلى مساعدة الطفل على التعرف على الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية وصحية، مما يساهم في تحسين سلوكه ومشاعره.
- كذلك العلاج باللعب يعد هذا النوع من العلاج مناسبًا للأطفال الصغار الذين يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، يستخدم المعالج الألعاب والأنشطة التفاعلية لمساعدة الطفل على التعبير عن نفسه وفهم مشاعره، مما يساعد في علاج القلق والاكتئاب وبعض الاضطرابات السلوكية.
- العلاج بالقصص يمكن أن يساعد الأطفال في التعرف على مشاعرهم وأفكارهم من خلال القصص التي تعكس مواقف مشابهة لما يواجهونه، كما يتيح لهم هذا النوع من العلاج الشعور بالراحة عند التحدث عن مشاعرهم.
- كذلك العلاج الأسري يشمل العلاج الأسري تفاعل المعالج مع العائلة لتوجيهها نحو تعزيز الدعم النفسي للطفل، يساعد هذا النوع من العلاج في تحسين العلاقات الأسرية وتقليل الضغوط العائلية التي قد تؤثر على صحة الطفل النفسية.
العلاج السلوكي
التدريب على مهارات التكيف يهدف العلاج السلوكي إلى تعليم الطفل كيفية التعامل مع مشاعره الصعبة والسلوكيات غير المناسبة، يتعلم الطفل تقنيات مثل التنفس العميق، التأمل، أو التحكم في الاندفاع، أيضا التعزيز الإيجابي يقوم المعالج بتشجيع الطفل على تقديم سلوكيات إيجابية من خلال مكافأته أو تعزيزها، يساعد هذا النوع من العلاج في تقليل السلوكيات السلبية، كذلك التحكم في السلوك من خلال هذا النوع من العلاج، يتعلم الطفل كيفية تقليل السلوكيات غير المرغوب فيها مثل العدوانية أو التمرد من خلال العقوبات أو التوجيهات المناسبة.
التدخلات التعليمية
الدعم الأكاديمي يمكن أن يكون الدعم المدرسي جزءًا أساسيًا من علاج الطفل النفسي، خاصة إذا كانت هناك صعوبات أكاديمية ناتجة عن مشاكل نفسية مثل ADHD أو الاكتئاب، يشمل ذلك توفير بيئة دراسية أكثر دعمًا مثل توفير وقت إضافي أو تعليمات خاصة، والتعليم النفسي للمدرسين يمكن أن يساعد المدرسون في التعرف على علامات الاضطراب النفسي لدى الأطفال وتقديم الدعم المناسب، يمكن أن يشمل ذلك التعاون مع الأخصائيين النفسيين المدرسيين لتقديم استراتيجيات علاجية.
الاستشارة العائلية والدعم الاجتماعي
التوعية الأسرية من الضروري أن تكون الأسرة على دراية بالاضطراب النفسي الذي يعاني منه الطفل وطرق التعامل معه، التدريب الأسري يساهم في تقوية العلاقات الأسرية ويوفر بيئة داعمة للأطفال، وأيضا الدعم الاجتماعي يمكن أن يساعد توفير شبكة من الدعم الاجتماعي، مثل الأصدقاء أو الأقارب، الطفل في التكيف بشكل أفضل مع مشكلاته النفسية.
الأنشطة البدنية والفنية
تعد الأنشطة الرياضية جزءًا مهمًا من علاج المشاكل النفسية عند الأطفال، ممارسة الرياضة تساعد على تقليل مستويات التوتر والقلق، كما أنها تساهم في تحسين المزاج بشكل عام، بالإضافة إلى الفنون والموسيقى يمكن أن تكون الأنشطة الفنية مثل الرسم أو العزف على الآلات الموسيقية وسيلة فعالة للتعبير عن مشاعر الطفل، تساعد هذه الأنشطة في تهدئة النفس وتخفيف الضغط العاطفي.
التدخل المبكر والدعم الوقائي
يعد الرصد المبكر لأعراض المشاكل النفسية أمرًا أساسيًا في الوقاية والعلاج، كلما تم اكتشاف المشكلة النفسية في وقت مبكر، كان العلاج أكثر فعالية، يمكن أن تساعد الاستشارات المنتظمة مع الأخصائيين في مركز علاقات تمنع تفاقم الأعراض وتقليل الآثار السلبية على حياة الطفل المستقبلية.
التعامل مع التوتر والضغوط
تعليم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل، يمكن أن تساعد هذه التقنيات الطفل على التعامل مع مشاعر القلق أو الغضب بشكل أفضل، وأيضا الروتين اليومي يمكن أن يساعد وضع روتين يومي منتظم الطفل على الشعور بالاستقرار والحد من مشاعر القلق والتوتر.
ما هو تاثير انفصال الوالدين على الابناء ؟
تاثير انفصال الوالدين على الابناء ومشاكل نفسية يكون تأثير صعب للغاية حيث يعد الانفصال من أكثر الأحداث العاطفية المؤلمة التي يمكن أن يمر بها الأطفال وقد يكون له تأثير طويل الأمد على صحتهم النفسية والعاطفية، قد يواجه الأطفال مجموعة متنوعة من التحديات النفسية نتيجة لهذا التغير الجذري في حياتهم، وقد تظهر هذه التأثيرات بطرق مختلفة بناءً على عمر الطفل وشخصيته ومدى تأثير الانفصال عليه، في السطور التالية نوضح كيف يؤثر أنفصال الوالدين على الأطفال:
-
التأثيرات العاطفية والنفسية على الأبناء
من أكثر التأثيرات النفسية شيوعًا على الأطفال الذين يمرون بتجربة انفصال الوالدين هو القلق، يمكن أن يشعر الأطفال بعدم الاستقرار والخوف من المستقبل، خاصة إذا كان هناك تغيير كبير في الروتين اليومي، مثل الانتقال إلى منزل جديد أو الذهاب إلى مدرسة جديدة، قد يتساءل الطفل عن سبب الانفصال ويشعر بالقلق حيال علاقته بكل من الوالدين في المستقبل، أيضا قد يشعر الأطفال بالحزن العميق أو الاكتئاب بسبب فقدان “الأسرة المثالية” أو عدم وجود كلا الوالدين معًا.
هذه المشاعر قد تتفاقم إذا شعر الطفل بالذنب أو باللوم على نفسه بسبب انفصال الوالدين، قد يتجنب الأطفال النشاطات التي كانوا يستمتعون بها سابقًا، كما يمكن أن يصبح لديهم مشاعر من العزلة الاجتماعية أو الانسحاب العاطفي، كذلك يمكن أن يتسبب انفصال الوالدين في شعور الطفل بالغضب أو حتى العدوانية تجاه أحد الوالدين أو كليهما، قد يوجه الأطفال مشاعر الغضب هذه نحو أنفسهم أو نحو الأشخاص من حولهم، مثل الأصدقاء أو الزملاء في المدرسة، في بعض الحالات قد يظهر الأطفال سلوكيات عدوانية أو تمردية بسبب مشاعر الفقد والحيرة.
-
التأثيرات السلوكية والتربوية
انفصال الوالدين يمكن أن يؤثر سلبًا على تركيز الطفل وقدرته على التكيف مع الحياة المدرسية، قد يعاني الأطفال من انخفاض في درجاتهم الدراسية بسبب التشتت العاطفي والتوتر، وقد يواجهون صعوبة في إدارة المهام المدرسية بسبب القلق أو الاكتئاب.
في بعض الحالات، قد يعاني الأطفال من قلة الانتباه أو الاندفاعية، كما يعد تأثير انفصال الوالدين على الحياة الاجتماعية للطفل ملموسًا أيضًا، قد يعاني الأطفال من صعوبة في التفاعل مع الأقران أو الانخراط في الأنشطة الاجتماعية بسبب مشاعر الوحدة أو الحزن، في بعض الحالات قد يظهر الطفل سلوكًا منعزلاً أو قلقًا من الرفض، مما يؤثر على علاقاته مع أصدقائه.
-
التأثيرات على العلاقات العائلية
علاقة متوترة مع الوالدين في بعض الحالات، قد يشعر الأطفال بالانقسام بين الوالدين ويشعرون بالحيرة حيال من يجب أن يظل قريبًا منه، قد يتعرض الأطفال لضغوط عاطفية إذا تم استخدامهم في النزاعات بين الوالدين، وقد يبدأون في الشعور بالذنب تجاه أحد الوالدين أو كليهما.
قد يؤدي ذلك إلى تدهور العلاقة بين الطفل وأحد الوالدين أو كليهما، وقد يشعر الطفل بالضياع أو العزلة، كما أن انفصال الوالدين يؤدي غالبًا إلى تغييرات كبيرة في روتين الحياة اليومية للطفل، قد يضطر الطفل إلى الانتقال إلى منزل جديد أو العيش بين منزلين، مما قد يؤثر على استقراره العاطفي، كما قد يواجه الأطفال صعوبة في التكيف مع التغيرات مثل تقسيم الوقت بين الوالدين، خاصة إذا كان هناك تردد أو صراعات بشأن الزيارات.
-
التأثيرات الطويلة المدى على الصحة النفسية
يمكن أن يؤدي انفصال الوالدين إلى مشاكل في بناء الثقة في العلاقات المستقبلية، حيث قد يواجه الأطفال صعوبة في تكوين علاقات صحية، قد يشعرون بالخوف من التعلق بالأشخاص الآخرين بسبب التجربة السلبية التي مروا بها، ويصبحون أكثر قلقًا من فكرة الانفصال أو الخيانة في العلاقات المستقبلية، إذا لم يتم التعامل مع مشاعر الأطفال بشكل صحيح بعد انفصال الوالدين، فقد تتراكم المشاعر السلبية مثل الغضب، والحزن، والخوف، وتؤدي إلى مشاكل نفسية في مراحل لاحقة من الحياة، الأطفال الذين مروا بتجربة انفصال والديهم قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب، القلق، أو اضطرابات في السلوك عند بلوغهم سن المراهقة أو البلوغ.
كيف نخفف من تأثير انفصال الوالدين على الأبناء؟
فيما يلي سنتعرف على كيفية التخفيف من تأثير انفصال الوالدين على الأبناء لكيلا يحدث أي مشاكل نفسية لهم:
التواصل المفتوح والدعم العاطفي
من أهم طرق دعم الأطفال خلال فترة انفصال الوالدين هو الحفاظ على التواصل المفتوح معهم، يجب أن يكون الأطفال قادرين على التعبير عن مشاعرهم دون خوف من الحكم أو الرفض، ينبغي للوالدين أيضًا التأكيد على أن الطفل ليس مسؤولًا عن الانفصال، وأنه ليس السبب وراءه.
توفير بيئة مستقرة
من المهم توفير بيئة مستقرة وآمنة للأطفال في كلا المنزلين محاولة الحفاظ على الروتين اليومي وتوفير استمرارية في الأنشطة المدرسية والاجتماعية يمكن أن يساعد الأطفال على التكيف مع التغيرات التي يمرون بها.
الدعم المهني والعلاج النفسي
إذا لاحظ الوالدان أن الطفل يعاني من مشاكل نفسية حادة نتيجة الانفصال، من المهم البحث عن الدعم النفسي المناسب، قد يساعد العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج باللعب على معالجة مشاعر الطفل وتوجيهه نحو استراتيجيات تكيُّف صحية، العلاج الأسري أيضًا قد يكون مفيدًا لتعزيز التعاون بين الوالدين وتقديم الدعم العاطفي المناسب للطفل.
الابتعاد عن النزاعات أمام الأطفال
من الأهمية بمكان أن يتجنب الوالدان استخدام الطفل كوسيلة للتواصل أو الضغط على الطرف الآخر، النزاعات العاطفية أو المبالغة في المشاكل أمام الأطفال يمكن أن تساهم في تعزيز مشاعر التوتر والقلق لديهم.
طرق التواصل مع مركز علاقات للاستشارات النفسية
هل تلاحظ أي مشاكل نفسية على طفلك وترغب في علاجها؟ إذًا ننصحك بالاستعانة بمركز علاقات للاستشارات النفسية، هذا المركز المتميز والقادر على توفير مجموعة واسعة ومتنوعة من الطرق العلاجية التي تتناسب مع الجميع، هذا بالإضافة إلى أنه يمتلك فريق من المختصين النفسيين المدربين على أعلى مستوى والقادرين على مساعدتك بكل احترافية وأمانة، لذلك ننصحك بالتواصل مع المركز من خلال اعتماد إحدى الطرق التي سنتعرف عليها من خلال الآتي:
- رقم الهاتف: 96599596350+ أو من خلال 22266551
- حسابات التواصل الاجتماعي: Facebook, Instagram، Twitter.
- حجز موعد: من خلال تطبيق Whatsapp
- العنوان: الكويت الشعب البحري – قطعة 8 – شارع ابن سلام – بنايه رقم 18 – الدور الثاني
الخاتمة
تعد مشاكل نفسية عند الاطفال من القضايا الهامة التي تؤثر بشكل كبير على نموهم وتطورهم العاطفي والاجتماعي، من الضروري أن يتم التعرف على هذه المشاكل في مراحلها المبكرة لتقديم العلاج والدعم المناسبين، لأن التعامل المبكر يمكن أن يساعد في تقليل آثارها السلبية على المدى الطويل، لذلك ننصحك بالاعتماد على مركز علاقات المتميز والقادر على حل كافة المشاكل النفسية للأطفال والمراهقين والكبار.
الأسئلة الشائعة
ما هي أبرز المشاكل النفسية التي قد يعاني منها الأطفال؟
من أبرز المشاكل النفسية التي قد يعاني منها الأطفال: القلق، الاكتئاب، اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، اضطراب التحدي المعارض، التوحد، والاضطرابات السلوكية الأخرى مثل العدوانية أو العزلة الاجتماعية.
ما هي أسباب المشاكل النفسية عند الأطفال؟
يمكن أن تنجم المشاكل النفسية عند الأطفال عن مجموعة من العوامل، مثل: العوامل الوراثية، بالإضافة إلى الصدمات النفسية (مثل فقدان أحد الوالدين أو تعرض الطفل للإيذاء)، كذلك مشاكل في التنشئة الأسرية (مثل النزاعات الأسرية أو الإهمال)، أيضًا التغيرات البيئية مثل الانتقال إلى مكان جديد أو تغيير في المدرسة، وأخيرًا ضعف المهارات الاجتماعية.
هل المشاكل النفسية عند الأطفال تؤثر على تحصيلهم الدراسي؟
بالطبع نعم، يمكن أن تؤثر المشاكل النفسية على تحصيل الأطفال الدراسي، على سبيل المثال يمكن للأطفال الذين يعانون من القلق أو اضطراب فرط الحركة أن يجدوا صعوبة في التركيز والانتباه في المدرسة، مما يؤدي إلى تدني الأداء الأكاديمي.
المصادر
- nimh.nih.gov: Children and Mental Health
- mayoclinic.org: Mental illness in children
- raisingchildren.net.au: Mental health problems in children 3-8 years: signs and support