نتحدث عن مشاكل الاطفال النفسية وعلاجها : طرق فعّالة وشاملة في هذا المقال حيث أن الأطفال مثل البالغين قد يعانون من مشاكل مختلفة مثل الخوف الشديد أو الإكتئاب أو القلق والتوتر لأي سبب من الأسباب، وذلك قد يؤدي بهم إلى التعرض للكثير من الأمراض النفسية، والتي تعرَف بالاضطرابات النفسية أو العقلية وهي التغيرات التي تطرأ على تفكير الطفل أو سلوكه.
والتي قد تؤثر على مهاراته الاجتماعية وقدرته على أداء الأنشطة اليومية في المنزل أو المدرسة، فضلاً عن كيفية تنظيم مشاعره وتصرفاته، لذلك سنقدم لكم معلومات حول أبرز الأمراض النفسية والعقلية التي قد تصيب الأطفال، بالإضافة إلى طرق علاجها لتتمكن من التعامل مع طفلك بشكل مناسب.
مشاكل الاطفال النفسية
يستخدم مصطلح الاضطراب النفسي أحيانًا للإشارة إلى مشاكل الأطفال النفسية والعقلية، والتي تتجلى من خلال أعراض سلوكية أو نفسية تؤثر على جوانب متعددة من حياة الفرد، مما يسبب له حالة من الضيق أو الكرب، ويمكن أن يعاني الأطفال من نفس الاضطرابات النفسية التي تصيب البالغين لكنهم قد يعبرون عنها بطرق مختلفة، على سبيل المثال غالبًا ما يظهر الأطفال المصابون بالاكتئاب بصورة أكثر تهيجًا مقارنة بالبالغين الذين يعبرون عادةً عن الاكتئاب بالحزن.
كما يصعب على كثير من الآباء والأمهات التعرف على الاضطرابات النفسية والعقلية عند أطفالهم، ونتيجة لذلك فإنهم لا يستطيعون تقديم المساعدة لأطفالهم والذهاب بهم إلى مقدمي الرعاية والأطباء النفسيين، لذلك سنقدم لكم في السطور التالية أشهر مشاكل الأطفال النفسية والعقلية.
أسباب الأمراض النفسية عند الأطفال
تتنوع أسباب مشاكل الاطفال النفسية وتتداخل بشكل معقد، حيث أن فهم هذه الأسباب يمكن أن يساعد في تقديم الدعم والعلاج المناسب للطفل وإدارة حالته بفعالية، ونذكر لكم بعض أسباب الأمراض النفسية عند الأطفال في التالي:
- العوامل الوراثية وقد تلعب الجينات دورُا في زيادة احتمالية الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، حيث يمكن أن تكون هذه الاضطرابات موروثة من أفراد العائلة.
- العوامل البيولوجية حيث أن التغيرات في الكيمياء الحيوية للدماغ أو نقص في بعض المواد الكيميائية قد تؤدي إلى ظهور أعراض نفسية.
- كذلك التعرض لتجارب مؤلمة أو صدمات نفسية مثل فقدان أحد الوالدين أو التعرض للإساءة أو الإهمال، يمكن أن يساهم في ظهور الاضطرابات النفسية.
- البيئة الأسرية أوالنزاعات الأسرية والأوضاع الاقتصادية الصعبة والضغوط الاجتماعية يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة النفسية للطفل.
- التربية حيث أن أساليب التربية القاسية أو غير المتسقة، وغياب الدعم العاطفي قد تسهم في تطور الاضطرابات النفسية.
- كذلك العوامل الاجتماعية مثل التنمر والعزلة الاجتماعية وصعوبات التأقلم مع التغيرات البيئية مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة أو الانتقال إلى منطقة سكنية جديدة، يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية.
- بالإضافة إلى العوامل النفسية وجود مشاكل نفسية أو عاطفية لدى الوالدين أو أفراد الأسرة قد يزيد من احتمالية إصابة الطفل باضطرابات نفسية.
أعراض المشكلات النفسية عند الأطفال
إن أعراض المشكلات النفسية عند الأطفال يمكن أن تجيب على سؤال كيف أعرف أن طفلي مريض عقلي؟ وتتنوع بشكل كبير اعتمادًا على نوع الاضطراب وشدة الحالة، وتذكر أنه إذا لاحظت أي من هذه الأعراض بشكل مستمر، قد يكون من المفيد استشارة مختص في الصحة النفسية للأطفال لتقديم التقييم والدعم اللازم، وهذه الأعراض تشمل التالي:
التغيرات في سلوك الطفل
مثل تصرفات متمردة أو عدوانية، كذلك انسحاب من الأنشطة الاجتماعية المفضلة، أو زيادة في العصبية أو التهيج كأن يعطي ردات فعل مبالغ فيها أو مختلفة عن شخصيته المعتادة.
التغيرات في مزاج الطفل
حيث يمكن أن يظهر على الطفل مشاعر حزن مستمرة أو اكتئاب أو تقلبات مزاجية غير مبررة، كذلك ظهور مشاعر قلق مفرط أو خوف غير مبرر أو تصرفات غير مفهومة.
مشاكل في النوم
كأن يلاحظ على الطفل صعوبات في النوم أو الأرق، أو كوابيس متكررة أو استيقاظ مبكر، أو عدم الراحة أثناء النوم.
تغيرات في الشهية أو الوزن
فقدان الطفل الشهية أو تناول الطعام بكميات كبيرة بشكل غير طبيعي أو الإمتناع عن تناول الطعام لفترات طويلة بطريقة غير معتاده، كذلك تغييرات ملحوظة في الوزن دون سبب واضح.
صعوبات في التركيز
إذا وجد الطفل صعوبة في التركيز أو متابعة المهام الدراسية، بالإضافة إلى تشتت الانتباه وعدم القدرة على إكمال المهام اليومية بالشكل المعتاد.
مشاكل في العلاقات الاجتماعية
عندما يجد الطفل صعوبة في تكوين أو الحفاظ على صداقات أو انتهاء علاقة صداقتهم في وقت قصير، كذلك الانعزال عن الأصدقاء والعائلة والجلوس وحيدًا لفترات طويلة.
أعراض جسدية غير مبررة
إذا شكى الطفل شكاوى متكررة من آلام جسمية مثل الصداع أو آلام المعدة دون سبب طبي واضح.
سلوكيات مدمرة أو خطرة
إن محاولة إيذاء الطفل نفسه أو الآخرين من أهم العوامل والأعراض التي توضح أن هناك مشكلة نفسية عند الطفل، كذلك السلوكيات التي تنطوي على خطر مثل الانتحار أو تعاطي المخدرات.
مشاكل في المدرسة
مثل انخفاض الأداء الأكاديمي أو في وقت الألعاب الرياضية أو أي نشاط يقوم به الطفل بشكل يومي، بالإضافة إلى تكرار مشاكل السلوك في المدرسة، وإظهار أي سلوك نشاطي غير معتاد.
تغيرات في الأداء العام
مثل تراجع في اهتمام الطفل بالأنشطة التي كان يحبها وفقدان الشغف والحماس لأي نشاط أو مجهود، أيضا فقدان الحماس للتعلم أو اللعب، يجب معرفة كل هذه الأعراض حتى تتمكن من معرفة كيفية تحسين نفسية الطفل.
أهم أمراض الأطفال النفسية
تتضمن قائمة أمراض ومشاكل الاطفال النفسية مجموعة متنوعة من الاضطرابات وتتفاوت في شدتها وتأثيرها، وتذكر أن كل حالة من هذه الاضطرابات تحتاج إلى تقييم شامل وتوجيه مناسب من قبل متخصصين في الصحة النفسية لتحديد العلاج الأمثل والدعم المناسب، ونذكر هنا أهم أمراض الأطفال النفسية من الالف إلى الياء:
- الاكتئاب هو حالة من الحزن العميق وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، قد تترافق مع مشاعر اليأس والتعب.
- الاضطراب الانفجاري المتقطع وهو نوبات من الغضب أو العدوانية غير المتوقعة وغير المتناسبة مع الموقف.
- الاضطراب العصابي وهو مشكلات تتعلق بالقلق أو الخوف المفرط، مثل الرهاب الاجتماعي أو القلق.
- كذلك الاضطراب القلقي عبار عن مشاعر قلق مفرط وصعوبة في السيطرة على المخاوف أو القلق بشأن المستقبل.
- الاضطراب النفسي الاجتماعي صعوبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل الفعّال وقد تشمل حالات مثل التوحد.
- الاضطراب السلوكي مجموعة سلوكيات متمردة وعصبية وعدم احترام القوانين والأنظمة.
- كذلك الاضطراب التوحدي الذي هو طيف واسع من الحالات التي تؤثر على القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعي، وقد تتضمن سلوكيات نمطية واهتمامات محددة.
- الاضطراب المزاجي ويشمل حالات مثل الاكتئاب والقلق حيث يمكن أن يؤثر المزاج بشكل كبير على الأداء اليومي.
- اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي والشره المرضي، حيث تتأثر علاقة الطفل بالطعام بشكل كبير.
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) هو صعوبة في التركيز و الاندفاعية والنشاط المفرط.
- كذلك الوسواس القهري (OCD) وجود أفكار وسواسية تثير القلق، و سلوكيات قهرية لتخفيف هذا القلق.
كيفية تشخيص مشاكل الأطفال النفسية
تشخيص مشاكل الاطفال النفسية وعلاجها يتطلب عملية دقيقة وشاملة لضمان تحديد الحالة بدقة وفهم جميع الجوانب المتعلقة بها، حيث أن تشخيص مشاكل الاطفال النفسية وعلاجها هو عملية تعاونية تشمل متخصصين في الصحة النفسية والأطباء والوالدين والمدرسين لضمان تقديم الدعم والرعاية المناسبة للطفل.
سنتعرف على الخطوات الأساسية التي يتبعها المتخصصون في تشخيص هذه مشاكل الاطفال النفسية:
أولا: التاريخ الطبي والشخصي
يجب جمع معلومات مفصلة عن تاريخ الطفل الطبي والنفسي واستعراض تاريخ الأسرة والعوامل الوراثية المحتملة، كذلك التحقيق في أي أحداث حياتية أو تجارب صادمة قد تكون لها علاقة بالاضطراب.
ثانيا: تقييم الأعراض
مراجعة الأعراض التي يعاني منها الطفل مثل التغيرات في السلوك المزاج أو الأداء الأكاديمي، ثم استخدام أدوات تقييم معيارية مثل استبيانات السلوك وقوائم الأعراض والمقابلات.
ثالثا: المقابلات مع الوالدين والمعلمين
إجراء مقابلات مع الوالدين لجمع معلومات حول سلوك الطفل في المنزل وتفاعله مع الأسرة، والتحدث مع المعلمين أو القائمين على رعاية الطفل في المدرسة للحصول على ملاحظات حول سلوكه وتفاعلاته الاجتماعية والأداء الأكاديمي.
رابعا: التقييم النفسي
إجراء تقييم نفسي شامل باستخدام أدوات تقييم نفسية معترف بها مثل اختبارات الذكاء واختبارات التقييم السلوكي، كذلك استخدام اختبارات متخصصة لتقييم حالات مثل القلق الاكتئاب والاضطراب السلوكي.
خامسا: مراقبة السلوك
مراقبة سلوك الطفل في بيئات مختلفة مثل المنزل والمدرسة لتحديد الأنماط السلوكية غير الطبيعية، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الملاحظة المباشرة لتوثيق السلوكيات وردود الأفعال.
سادسا: استبعاد الأسباب الطبية
إجراء فحوصات طبية لتحديد ما إذا كانت الأعراض قد تكون ناتجة عن حالة طبية أو اضطراب عضوي، والتعاون مع الأطباء المتخصصين لاستبعاد المشكلات الصحية التي قد تؤثر على السلوك.
سابعا: تحديد التشخيص
دمج جميع المعلومات والنتائج لتحديد ما إذا كانت الأعراض تتماشى مع أي اضطراب نفسي معين وفقاً للمعايير التشخيصية مثل DSM-5 (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية) أو ICD-10 (التصنيف الدولي للأمراض).
ثامنا: وضع خطة العلاج
يلزم تطوير خطة علاجية مخصصة بناءً على التشخيص والتي قد تشمل العلاج النفسي والدعم الأكاديمي وتدابير علاجية أخرى، بالإضافة إلى التواصل مع الأسرة والمعلمين لوضع استراتيجيات دعم وتعديل بيئة الطفل لتعزيز قدراته ومساعدته في التعامل مع الأعراض.
طرق علاج أمراض الأطفال النفسية
بعد أن تعرفنا في الفقرات السابقة على مشاكل الاطفال النفسية لابد أن نتعرف على طرق علاجها، وذلك لإمكانية مساعدة الطفل على عيش حياة مريحة وسعيدة بعيدة تمامًا عن المشاكل والأمراض النفسية المختلفة، وتتمثل هذه الطرق في السطور التالية:
1 .العلاج النفسي
يوجد ثلاث أنواع من العلاج النفسي للطفل وهما: العلاج السلوكي المعرفي الذي يتميز بأنه يساعد الطفل على تغيير أنماطه السلبية في التفكير والسلوك، كذلك العلاج باللعب والذي يستخدم اللعب كوسيلة للتعبير عن المشاعر وتعلم مهارات جديدة، والنوع الأخير هو العلاج العائلي الذي يشمل الوالدين أو الأوصياء لمساعدتهم على فهم وتلبية احتياجات الطفل.
2 .الأدوية
في بعض الحالات قد يصف الطبيب أدوية معينة للمساعدة في التحكم في الأعراض النفسية التي يمكن أن يعاني منها الطفل، هذه الأدوية تتميز بأنها تهدأ الطفل وتجعله يشعر بتحسن ملحوظ، ولكن لا ننصح بتناولها باستمرار لكيلا يدمنها الطفل.
3 .التدخلات التربوية
تعديل بيئة الطفل المدرسية والمنزلية لتلبية احتياجاته، كذلك تدريب الوالدين على كيفية التعامل مع الطفل وتقديم الدعم له.
أهم أسئلة تشخيص الحالة النفسية للأطفال
تشخيص الحالة النفسية للأطفال يتطلب طرح مجموعة من الأسئلة لضمان فهم شامل لحالة الطفل، كذلك طرح هذه الأسئلة يساعد في الحصول على صورة واضحة وشاملة عن الحالة النفسية للطفل ويحدد الطرق المناسبة لدعمه وعلاجه، سنتعرف على مجموعة من أسئلة تشخيص الحالة النفسية للأطفال المهمة التي يستخدمها المتخصصون في الصحة النفسية عند تقييم الحالة النفسية للأطفال:
أسئلة حول السلوك والأعراض
- ما هي الأعراض التي لاحظتها على الطفل؟
- كيف يمكن وصف التغيرات في سلوك الطفل أو مزاجه؟
- متى بدأت هذه الأعراض بالظهور؟
- هل هناك أحداث معينة أو تغييرات في حياة الطفل قد تكون مرتبطة بظهور هذه الأعراض؟
- هل لاحظت أي تغييرات في نمط نوم الطفل أو شهيته؟
- كيف يؤثر ذلك على سلوك الطفل ونشاطه اليومي؟
- هل يعاني الطفل من مشاكل في المدرسة؟
- كيف يؤثر الأداء الأكاديمي والسلوك في الفصل على تفاعل الطفل مع زملائه ومعلميه؟
- هل هناك سلوكيات عدوانية أو مدمرة؟
- كيف يتفاعل الطفل مع الآخرين وهل يعبر عن مشاعره من خلال سلوكيات عدوانية أو مدمرة؟
أسئلة حول العائلة والبيئة
- ما هو تاريخ العائلة الطبي والنفسي؟
- هل هناك أفراد في العائلة يعانون من اضطرابات نفسية أو مشاكل مشابهة؟
- هل مر الطفل بأي تجارب صادمة أو تغييرات كبيرة في حياته؟ مثل الانتقال إلى منزل جديد، فقدان أحد الوالدين، أو التعرض للإساءة.
- كيف هو التفاعل بين الطفل وأفراد الأسرة؟
- هل هناك مشاكل في العلاقة بين الطفل وأسرته، أو صراعات متكررة؟
أسئلة حول الصحة العامة
- هل يعاني الطفل من أي حالات طبية مزمنة أو مشاكل صحية؟
- كيف تؤثر هذه الحالات على سلوك الطفل ورفاهيته العامة؟
- هل يتناول الطفل أي أدوية أو مكملات غذائية؟
- كيف تؤثر هذه الأدوية على سلوك الطفل أو حالته النفسية؟
أسئلة حول التفاعلات الاجتماعية والأنشطة
- كيف يتفاعل الطفل مع أقرانه؟
- هل يواجه صعوبات في تكوين الصداقات أو الحفاظ عليها؟
- ما هي الأنشطة التي يستمتع بها الطفل؟
- هل لاحظت أي تغييرات في اهتماماته أو مشاركته في الأنشطة المفضلة؟
- هل هناك أي سلوكيات مقلقة تتعلق بالقلق أو الرهاب الاجتماعي؟
- كيف يؤثر ذلك على تفاعلات الطفل مع الآخرين والمواقف الاجتماعية؟
أسئلة حول التقييم النفسي
- هل سبق للطفل أن خضع لتقييم نفسي أو علاج من قبل؟
- ما هي نتائج التقييمات السابقة أو التوصيات التي تم الحصول عليها؟
- ما هي أهداف الأسرة من البحث عن المساعدة النفسية؟
- ما هي التوقعات والاحتياجات التي تأمل الأسرة تلبيتها من خلال العلاج؟
شرح مبسط لنفسيات الأطفال حتى عمر السابعة
في السنوات الأولى من حياة الأطفال من المهم فهم تطورهم النفسي وسلوكهم، في السطور التالية سوف نعرض لكم شرح مبسط لنفسيات الأطفال حتى عمر السابعة:
من الولادة إلى السنة الأولى
حيث تشكيل الروابط فيبدأ الطفل في بناء روابط عاطفية قوية مع الوالدين أو القائمين على رعايته وهو أمر أساسي لنموه النفسي، أما الاستجابة للعواطف فيظهر الطفل استجابات مبكرة للمشاعر مثل الفرح والحزن من خلال التعبير عن طريق البكاء أو الابتسامة.
كذلك التطور المعرفي حيث اكتشاف العالم، يتعلم الطفل عن طريق الاستكشاف واللمس والابتلاع، ويبدأ في فهم الأشياء من خلال التجارب الحسية، أيضا تطوير المهارات الحركية حيث يبدأ في تعلم كيفية التحرك، مثل الزحف والمشي مما يساعده على اكتساب الاستقلالية.
من السنة الأولى إلى الثالثة
الاستقلالية حيث يبدأ الطفل في تطوير شعور بالاستقلالية ويعبر عن ذلك من خلال رغباته واختياراته الخاصة، كذلك اللعب الاجتماعي يبدأ في التفاعل مع الأطفال الآخرين من خلال اللعب التعاوني، وهو مهم لتعلم مهارات التواصل ومشاركة اللعب.
بالإضافة إلى اللغة والتواصل حيث يتعلم الطفل الكلمات والعبارات، ويبدأ في استخدام اللغة للتعبير عن احتياجاته ومشاعره، كذلك التفكير الرمزي يبدأ في استخدام الخيال والتظاهر مثل اللعب بألعاب تمثل أشياء أخرى (كأن يلعب بدميته وكأنها طفل آخر).
من السنة الثالثة إلى السابعة
يتعلم الطفل تكوين الهوية الاجتماعية كيفية التفاعل مع الآخرين ويبدأ في فهم دوره ضمن الأسرة والمجتمع، وإدارة المشاعر حيث يصبح أكثر قدرة على التعبير عن مشاعره بطرق مناسبة ويتعلم كيفية التعامل مع مشاعر الغضب والحزن والفرح.
كذلك التفكير المنطقي يبدأ في فهم المفاهيم الأساسية مثل الأرقام والألوان والأشكال ويبدأ في حل المشكلات البسيطة، كذلك القدرة على التركيز ويصبح قادرًا على التركيز لفترات أطول ويظهر اهتمامًا بمواقف تعليمية مثل القصص والألعاب التعليمية.
نفسية الطفل في عمر 4 سنوات
سنتعرف في هذه الفقرة على المزيد من التفاصيل الهامة بخصوص نفسية الطفل في عمر 4 سنوات حيث يكون الطفل في مرحلة حيوية من تطور نفسي وعاطفي واجتماعي:
تكوين الهوية الشخصية
الاستقلالية يبدأ الطفل في تطوير شعور أقوى بالاستقلالية ويصبح أكثر قدرة على التعبير عن رغباته واختياراته، والتعرف على الذات حيث يبدأ في التعرف على هويته الشخصية ويعبر عن نفسه بطرق مختلفة مثل قول “أنا” و”أريد”.
العلاقات الاجتماعية
تطوير الصداقات يبدأ في تكوين صداقات واللعب مع الأطفال الآخرين مما يساعده على تعلم مهارات التعاون والمشاركة، وفهم قواعد اللعب حيث يتعلم كيفية اتباع القواعد الأساسية في اللعب والتعامل مع التحديات والمشاكل الاجتماعية التي قد تطرأ.
إدارة المشاعر
التعبير عن المشاعر حيث يكون قادرًا على التعبير عن مجموعة واسعة من المشاعر مثل الفرح والغضب والحزن، لكنه قد يحتاج إلى الدعم في تعلم كيفية إدارة هذه المشاعر بشكل مناسب، كذلك التعامل مع الإحباط ويمكن أن يكون عرضة لنوبات غضب أو إحباط خاصة عندما لا تسير الأمور كما يريد.
اللغة والتواصل
توسيع المفردات يبدأ في استخدام مفردات أكثر تنوعًا وتفصيلاً وقد يصبح أكثر قدرة على إخبار القصص البسيطة والتحدث عن أحداث يومه، وفهم الأسئلة حيث يصبح أكثر قدرة على فهم الأسئلة المعقدة والرد عليها بشكل مناسب.
التفكير الرمزي
يستخدم الخيال بشكل مكثف في اللعب مثل التظاهر بأنه شخصية خيالية أو إحياء سيناريوهات مختلفة مما يعزز التفكير الإبداعي والنمو المعرفي، كذلك حل المشكلات حيث يبدأ في تطوير مهارات حل المشكلات من خلال تجربة حلول مختلفة لمشاكل بسيطة.
المهارات الحركية
- التنسيق الحركي يكون قادرًا على القيام بأنشطة تتطلب تنسيقًا بين اليدين والعينين، مثل الرسم والقص ولعب الألعاب التي تتطلب التنسيق الجيد.
- كذلك الأنشطة البدنية حيث يصبح الطفل أكثر نشاطًا ويستمتع بالأنشطة البدنية مثل الركض والقفز وتسلق الأراجيح.
بعض النقاط الأساسية لفهم نفسية الأطفال في هذه المرحلة
- الأمان العاطفي حيث يحتاج الأطفال إلى بيئة آمنة ومحبة للشعور بالأمان والراحة، وهذا يساعدهم على تطوير ثقتهم بأنفسهم وبالعالم من حولهم.
- كذلك القدرة على التكيف فإن الأطفال في هذا العمر يتعلمون كيفية التكيف مع التغيرات، مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة أو التكيف مع تغيرات في الأسرة.
- التعلم من خلال اللعب لأن اللعب هو وسيلة رئيسية للتعلم والتطور، حيث يساعد الأطفال على استكشاف مهارات جديدة والتفاعل مع البيئة.
- التفاعل مع الكبار حيث أن دور الوالدين والمربين في تقديم الدعم العاطفي والتوجيه له أهمية كبيرة في النمو النفسي للأطفال.
- فهم هذه الجوانب من نفسية الأطفال يمكن أن يساعد في توفير البيئة المناسبة التي تدعم تطورهم العاطفي والمعرفي بشكل صحي وسليم.
الخاتمة
في ختام موضوعنا عن مشاكل الاطفال النفسية نكون قد تمكنا من التعرف على أهم وأبرز أسباب وأعراض الأمراض النفسية التي تحدث للأطفال، كما تعرفنا على مجموعة من طرق العلاج للمشاكل النفسية للأطفال، إن كنت تلاحظ أي سلوك غريب على طفلك فبادر واطلب المساعدة من طبيب مختص من أجل حمايته من التعرض للمشاكل والأمراض النفسية المختلفة.
الأسئلة الشائعة
كيف أعالج طفلي من الاضطرابات النفسية؟
يمكن معالجة الطفل بطرق مختلفة ومتعددة أهمها استخدام إحدى الأدوية المخصصة لذلك ولكن تحت استشارة الطبيب، بالإضافة إلى أهمية العلاج النفسي للطفل والذي يتضمن العلاج السلوكي والعلاج بالمحادثة.
كيف تعرف أن الطفل لديه مشكلات نفسية أو عقلية؟
ملاحظة أن الطفل يشعر بخوف شديد وتوتر عندما يبتعد عن والديه، كذلك الخوف والقلق الشديد من الكلاب والحيوانات والحشرات، والخوف من الذهاب للمدرسة.
كيف اعرف ان طفلي يعاني من مرض نفسي؟
الاضطرابات النفسية للأطفال غالبًا ما تكون مشابهة بالاضطرابات النفسية عند البالغين، حيث يمكن أن يعاني الطفل من الحزن الشديد والخوف والقلق والتوتر والانطواء والعزلة.
المصادر:
pubmed.ncbi.nlm.nih.gov: Treatment of psychiatric disorders in children and adolescents
cambridge.org: Treating psychological symptoms in sexually abused children
psycnet.apa.org: Treating children with serious emotional disturbances in schools and community