You are currently viewing أهمية التأهيل النفسي للمدمن ركيزة أساسية نحو التعافي وإعادة بناء الحياة

أهمية التأهيل النفسي للمدمن ركيزة أساسية نحو التعافي وإعادة بناء الحياة

يبدو الإدمانُ أكثر شراسةً مما يظنه الكثيرون، ذلك أنه لا يمثل مشكلةً جسديةً فحسب، بل ينطوي كذلك على العديد من التحديات النفسية، تحدياتٍ يخوض المدمنُ غمارها محاولًا استعادةَ توازنه النفسي لإصلاح العلاقات والروابط التي أتلفها الإدمان.

يستعرض مقالُ اليوم أهمية التأهيل النفسي للمدمن، كما يشير إلى أنواعِه المتعددة، وما يجعله مختلفًا عن العلاج الطبي، هذا بالإضافةِ إلى ترشيح أفضل مركز طبي داخل الكويت لعلاج الإدمان بمختلف أشكالِه ودرجاته.

مفهوم التأهيل النفسي

أهمية التأهيل النفسي للمدمن

يشير مصطلح التأهيل النفسي (Psychosocial rehabilitation) إلى الخطةِ الشاملةِ التي يتم وضعها لمساعدة الأشخاص المصابين بأي شكلٍ من أشكال الاضطرابِ العقلي، بغض النظر عن مسبباتِ هذا الاضطراب، سواء كان ناتجًا عن التعرض لصدمةٍ ما، أو كان مرجعه إلى الإدمان.

يساهم التأهيلُ النفسي في تحسين المهارات العاطفية، الإدراكية، والاجتماعية، ما يعني أنه يقدم للمرضى يد العون لاستعادة التوازن الذي يسمح لهم بممارسة حياتهم الأسرية والمهنية بشكلٍ طبيعي.

أبرز المبادئ التي يعتمد عليها التأهيل النفسي للمدمن

  • التمكين (Empowerment): بعد تعرض المدمن للاختبارات الشخصيةِ والنفسية لتحديد درجة الاضطراب الذي يكابده، يأتي دور التمكين الذي يسمح له بالكشف عن أهدافِه التي يتطلَّع إلى تحقيقِها بخضوعِه للبرنامج التأهيلي.
  • الاندماج المجتمعي (Social inclusion): يُعتمَد على هذا المبدأ لتأهيلِ المدمنِ نفسيًا، إذ يتلقَّى من خلاله التشجيع الذي يدفع به إلى الاندماجِ مجددًا في المجتمع بالتخلص من وصمةِ العار التي لطالما لازمته.
  • تعزيز مهارات التأقلم (Coping skills): يضع التأهيل النفسي العديد من الأدوات أمام المدمن لإدارة الأعراض، مما يسمح له بالتعامل بكل حزمٍ مع الرغبات المتجددة في العودةِ إلى دائرة الإدمان.

 

أهمية التأهيل النفسي للمدمن

تكمن أهمية التأهيل النفسي للمدمن في بناءِ الشخصيةِ القويةِ المتزنةِ من جميع الجوانب، سواء الجانب النفسي، الاجتماعي، أو المهني، وفيما يلي بيان لأهمية هذه المرحلة خلال رحلة العلاج الطويلة التي يقطعها المدمن:

منع الانتكاس

من بين مراحل علاج الإدمانِ كافة، تحظى مرحلةُ التأهيل النفسي بالنصيبِ الأكبر من حيث الأهمية، ذلك أنها تساهم في منع الانتكاس، إذ تعمل على تزويد المتعافي بالأساليب الفعالة للتعامل مع محفزات الرجوع إلى المسارِ الإدماني.

إعادة الانخراط في المجتمع

تتضح أهمية التأهيل النفسي للمدمن حين يتمكن من الانخراط مجددًا في المجتمع، فبهذا الأسلوب تُتاح الفرصةُ أمامه لإصلاح الروابط التي أتلفها الإدمان، بما في ذلك: الروابط الأسرية، الاجتماعية، والمهنية.

إحداث تغيراتٍ سلوكيةٍ إيجابية

تركز مرحلةُ التأهيل النفسي على تعديل السلوكياتِ السلبيةِ التي ترسخت لدى المدمن، وذلك بإعادة صياغة طرق التفكير التي يتبعها، الأمر الذي يمهد الطريقَ أمامه للتخلِّي عن المعتقداتِ الواهية التي ترى في الإدمانِ ملاذًا آمنًا يُحتمَى به من تحديات الحياة.

تعزيز الاستقلالية والثقة بالنفس

يُعَد التأهيلُ النفسي تدريبًا عمليًا للمدمن على صياغةِ أهدافِه الشخصية والعمل على تحقيقِها، فما إن تنتهي مرحلةُ التأهيل حتى يبدأ المتعافي في تطبيقِ هذا الأمر على كلِّ ركنٍ من أركانِ حياتِه، مما يرتقي به إلى أعلى درجات الاستقلالية التي تُعيد إليه الثقةَ بالنفس، وتمنحه المزيد من التقدير الذاتي.

توفير البيئة الداعمة لزيادة مهارات التأقلم

تكمن أهمية التأهيل النفسي للمدمن في تطوير مهارات التأقلم، تلك المهارات التي تمنح المتعافي القدرةَ على احتواء المحفزات التي تحاول العودةَ به إلى الحلقةِ الإدمانية، حيث يوفر التأهيلُ النفسي البيئةَ الداعمةَ التي تعمل على قطع جميع الروابط التي تُزيد من احتمالات التعرض للانتكاس (Relapse).

أنواع التأهيل النفسي الذي يخضع له المدمن

أهمية التأهيل النفسي للمدمن

  • العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive-behavioral therapy): يركز هذا النوع من أنواع التأهيل النفسي على تغيير أنماط التفكير والسلوكيات السلبية، كما يساهم في تطوير الإستراتيجيات الفعالة للتعامل مع رغبات التعاطي الملحة.
  • المقابلات التحفيزية (Motivational interviews): يُخطِئ المتعافي حين يظن أنه قد صار في مأمنٍ من الإدمان بعد اكتمال مرحلة التخلص من السموم، ومن هنا تبرز أهميةُ المقابلات التحفيزية، إذ تجدد لديه الدوافع لمواصلة رحلة التعافي.
  • الإدارة التحفيزية (Contingency management): يعتمد مبدأ الإدارة التحفيزية على تقديم مكافآتٍ ملموسة مقابل التزام المدمن بتحقيقِ أهدافٍ علاجيةٍ قابلةٍ للقياس مثل الحفاظ على عيناتٍ خاليةٍ من المخدرات وحضور جلسات الاستشاراتِ النفسيةِ بانتظام.
  • العلاج الأسري (Family therapy): خلال مرحلة التأهيل النفسي، يكون المدمن في أشد الاحتياج إلى الدعم الأسري، ولعل هذا ما يفسر توفر بعض الجلساتِ العلاجيةِ الموجهةِ إلى أفراد الأسرة ليجيدوا التعاملَ مع المدمن في هذه المرحلةِ الدقيقةِ من حياتِه.
  • العلاج السلوكي الجدلي (Dialectical behavior therapy): يجمع هذا النوع بين التقنيات المعرفيةِ السلوكية وممارسات اليقظةِ الذهنية، فمن خلالِه يكتسب المدمن المهارات اللازمة للتعامل مع التحديات التي قد تحفز لديه الرغبةَ في التعاطي.

 

كيف يختلف التأهيل النفسي عن العلاج الطبي؟

على الرغم من أهمية التأهيل النفسي للمدمن، لا يستطيع التأهيلُ النفسي أن يؤتي ثماره ما لم تتضافر معه سبلٌ علاجيةٌ أخرى مثل: العلاج الطبي، ولكن ما الفرق بينهما؟ وما هي الجوانب التي يستهدفها كلُّ أسلوبٍ؟ هذا ما توضحه النقاط التالية:

  • يستهدف التأهيلُ النفسي الجوانب السلوكيةَ من المدمن، كما يركز على معالجة العوامل العاطفية والنفسية التي أوقعت بالمدمن في تلك الدائرة، سواء تم ذلك من خلال جلساتٍ فرديةٍ أو جماعية.
  • أما عن العلاج الطبي، فإنه يسعى إلى تخليص الجسم من السموم باستخدام الأدوية التي تساهم في الحد من وطأة أعراض الانسحاب، وفي غضون ذلك يشارك العلاج الطبي في التغلب على الاضطرابات المصاحبة للإدمان مثل: الاكتئاب، القلق، وتبني الأفكار الانتحارية.

أهمية التأهيل النفسي للمدمن

 

أفضل مركز للتأهيل النفسي داخل الكويت

يعتبر مركز علاقات الوجهةَ الأولى للراغبين في الخضوع للتأهيلِ النفسي، ولا تقتصر خدمات المركز على التأهيلِ النفسي للمدمنين، بل تمتد لتشمل كافةَ الخدمات المتعلِّقة بعلاج الإدمان، هذا إلى جانب خدمات الاستشارات النفسية والإرشاد الأسري.

  • يوفر المركز جلسات الدعم الفردي التي يتم إجراؤها بين المعالِج النفسي والمدمن؛ للوقوف على الأسباب التي قادته إلى هذا الطريق، قبل تقديم الحلول التي تساهم في إخمادِ رغبةِ التعاطي.
  • إضافةً إلى الجلسات الفردية، تتوفر مجموعات الدعم التي تنعقد تحت إشراف المعالِج النفسي، حيث يعرض كلُّ متعافٍ تجربته الشخصية، وبهذا الأسلوب يتحفز الجميع لمتابعة رحلة العلاج وتفادي شرور الانتكاسات.
  • تُتاح الفرصةُ لأفراد الأسرة لحجز جلسةٍ عبر الإنترنت مع فريق المركز، فمن خلال هذه الجلسات يتم اكتساب المعرفةَ الكافية بأساليب التعامل مع المتعافي في هذه المرحلة؛ لمساعدته على مواصلة العلاج بتذليل كافة العقبات التي قد تعترض طريقَه آنذاك.

أهمية التأهيل النفسي للمدمن

 

وسائل التواصل مع مركز علاقات لعلاج الإدمان والعلاج الأسري

يمكنك التواصل مع مركز علاقات للاستشارات النفسية عبر احدى الطرق الاتية :

  • رقم الهاتف: 96599596350+ أو 22266551.
  • حسابات التواصل الاجتماعي: Facebook، Instagram، Twitter.
  • لحجز موعد: يتم ذلك من خلال تطبيق Whatsapp.
  • العنوان: الكويت – الشعب البحري – قطعة 8 – شارع ابن سلام – بناية رقم 18 – الطابق 2.

 

الخاتمة:

في الختام، يجب التأكيد على أهمية التأهيل النفسي للمدمن، فهو خطوةٌ حاسمةٌ للتحرر من قيود الإدمان قبل الحصولِ على حياةٍ جديدةٍ يغمرها التوازن وتعمها الإيجابية، مما يضمن للمتعافي الاندماج في المجتمع مرةً أخرى، وتحقيق أهدافه الأسرية، العلمية، والوظيفية.

الأسئلة الشائعة:

 

كم يستغرق برنامج التأهيل النفسي للمدمن؟

تتفاوت مدة التأهيل النفسي من حالةٍ لأخرى، فهناك برامج تستغرق عدةَ أشهرٍ، بينما تستلزم بعض الحالات فتراتٍ ممتدة من الدعمِ والمؤازرة؛ لضمان وصول المتعافي إلى الاستقرارِ النفسي الذي يؤهله لمجابهة تحديات الحياة دون اللجوء إلى المواد المخدرة مرةً أخرى.

ما الدور الذي يؤديه المعالج النفسي خلال مرحلة التأهيل النفسي للمدمن؟

يقوم المعالج النفسي بتوجيه المدمن إلى الأساليب الصحيحةِ للتعامل مع التحديات النفسيةِ التي يتعرض لها خلال هذه المرحلة، كما يعمل على توفير البيئة الداعمة التي توفر له الحمايةَ ضد جميع المحفزات التي تؤجج الرغبةَ في العودةِ إلى السلوكِ الإدماني.

كيف تشارك الأسرةُ في إنجاح الرحلةِ العلاجيةِ للمدمن؟

يقع على عاتقِ الأسرةِ جزءٌ كبير من المسؤولية، ذلك أنها تكون مطالبةً بتوفير الأجواءِ المثاليةِ للتعافي، مع تقديم الدعم المستمر وتشجيع المدمن على مواصلة مراحل العلاج من دون ارتكابِ أي أخطاءٍ تذكره بالماضي.

المصادر: